إجراءات استثنائية ومبادرات طريفة لمكافحة موجة الصقيع في النمسا

حتى بيوت الهوى تبرعت بغرف للمتشردين

TT

«تصل إلينا في الساعة الواحدة عشرات الاستغاثات، ونحتاج مرارا لما بين ساعتين إلى ثلاث حتى نصل، ولأكثر من أربع إلى خمس ساعات لإحماء السيارة المتجمدة قبل تحريكها، وكثيرا ما نضطر لسحبها لمعالجتها في أقرب مرأب، مما يعني مزيدا من الوقت».

ذلك بعض ما جاء في حديث لرئيس نادي السيارات النمساوي وهو يصف صعوبة الأحوال الجوية التي يعمل تحت وطأتها طاقم الإغاثة التابع للنادي خلالها هذه الأيام بسبب التدني الشديد في درجات الحرارة وكثافة الثلوج الهاطلة والمتراكمة. وللعلم، تحول الثلوج وسط البرد القارس وقود الديزل إلى بلورات متكورة داخل خزانات وقود الجرارات والجرافات على «الطرق السريعة» إذا ما توقفت ولو لبضع دقائق فقط.

هذا، وفي ظل هذا الوضع، فقد أعلنت حكومات عدد من أقاليم النمسا عن رفع قيمة سلفيات «التدفئة» بعدما زادت حدة الشكاوى من ارتفاع قيمة الغاز، واضطرار عائلات معدمة لاستخدام محروقات عشوائية، مما أدى إلى حرائق مدمرة.

إلى ذلك، وفي بادرة وصفت محليا بأنها الأولى من نوعها، «تبرعت» إدارة أحد المواخير - أو بيوت الهوى - المرخص لها قانونا في العاصمة، بإخلاء كل غرف الماخور الملحقة بحمامات حديثة، وتحويلها إلى ملاجئ للمتشردين إلى أن تنحسر موجة الصقيع. وكان طبيعيا أن يحفز هذا التصرف غير المسبوق عددا من الجمعيات الخيرية لرفع شعار «حساء دافئ بدلا عن حب ساخن» واعتماده لحملة تبرع بوجبات طعام ومساعدات إغاثية، وذلك بعد تسجيل عدد من الوفيات في صفوف المسنين المتوحدين والمتشردين.

من ناحية أخرى، سارعت سلطات إقليم سالزبورغ، بشمال البلاد، إلى ترحيل سكان قرية كاملة تتكون من 13 ألف عائلة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وأوضحت أنها رشت 85 طنا من الملح و185 طنا من الحصى الصغير في طرقات المدينة كي لا تُشل الحركة وتتعطل الأعمال والأرزاق.