محتال فرنسي يحصل على وظيفة مدير مطار دولي

زعم أنه طيار عسكري شارك في تحرير الكويت

فيليب غايار في المطار قبل هروبه من الملاحقة
TT

أقيل مدير مطار ليموج الدولي، بمدينة ليموج في وسط فرنسا، من منصبه بعد اكتشاف تزويره سيرته الذاتية التي قدمها للفوز بالوظيفة. وتبين أن المدير الذي زعم أنه طيار عسكري سابق شارك في جميع الحروب الأخيرة، من تحرير الكويت إلى البلقان، مرورا بلبنان، ليس أكثر من محتال وله صحيفة سوابق عامرة، كما أُعلِن أمس.

فيليب غايار شغل وظيفة مدير مطار ليموج طوال الأشهر الثلاثة الماضية قبل أن تتعرّف صديقة سابقة له على صورته المنشورة في الموقع الإلكتروني للمطار، فتبادر إلى فضح حقيقته. أما مدير غرفة الصناعة والتجارة في المدينة، وهي الجهة التي تدير المطار، فأكد أن أحدا لم يشك في مؤهلات الرجل وأضاف: «لقد وقعنا ضحية عملية خداع من تلك التي نقرأ عنها في الروايات ونراها في الأفلام».

وتبين أن غايار تمكن من تزوير كل الوثائق الموجودة في ملفه الوظيفي، مثل شهادة الهندسة والطيران والخبرات السابقة التي حازها وورقة عدم المحكومية. وبفضل ذلك نجح في الحصول على وظيفة مدير لمطار دولي يمر فيه 400 ألف مسافر سنويا. ولم يكتف بذلك بل أجرى مقابلة مع صحيفة محلية أكد فيها أنه طيار حربي محترف شارك في المهمات القتالية الخارجية لفرنسا، في السنوات الأخيرة، وزعم أنه «يعشق الطيران بحيث يتردد على المدارج لكي يتنسّم عطر وقود الطائرات».

وتبعا للتحقيقات، تبين أنه سبق لـ«الطيار الوهمي» أن أُدين في عدة قضايا سابقة، بينها أحكام بالسجن صادرة من محاكم في أنحاء متفرقة من فرنسا، في تهم مختلفة كالتزوير وتخريب الممتلكات العامة وإشعال الحرائق والاحتيال والسرقة وخيانة الأمانة. كذلك سبق له انتحال صفة شرطي عام 1995، وفي العام التالي 1996 زوّر هويّة ضابط في الجيش.

في المقابل، من الطريف أن عددا من العاملين مع غايار شهدوا بأنه قام بعمله كمدير للمطار الدولي على أكمل وجه. وذهب أحدهم إلى حد القول إن «كفاءته تبعث على الإعجاب». ولعل هذا ما يفسّر سبب إحجام أصحاب العلاقة عن تقديم أي شكوى ضده. ولكن غايار، الذي كان حاضرا باستمرار في موقع العمل، اختفى تماما و«تبخّر» من على وجه الأرض منذ تلقيه أمر استدعاء للتحقيق.