تمثال كارلا بروني المقترح قرب باريس لن يحمل اسمها

عاصفة احتجاج ضد الربط بين «الفرنسية الأولى» وعاملات إيطاليات فقيرات

«الفرنسية الأولى» كارلا بروني ساركوزي مع زوجها
TT

بعد حملة استنكار واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ 3 أيام، لم يتراجع عمدة بلدة نوجون، الواقعة على نهر المارن، شرق باريس، عن نصب تمثال يحمل ملامح كارلا بروني ساركوزي في البلدة، لكنه أعلن أن التمثال لن يحمل اسم «الفرنسية الأولى» بل اسم «سيدة الوادي» تكريما لعاملات مصنع الريش الذي كان من مصادر العيش في وادي النهر.

تعود فكرة النصب التذكاري إلى بضعة أشهر ماضية بهدف تكريم مجموعة من العاملات اللاتي هاجرن من إيطاليا، أواخر القرن التاسع عشر، وأقمن في البلدة للاستفادة من مهاراتهن في مصنع محلي لمعاملة ريش الطيور. ولم يعترض أحد على الفكرة، ما دامت تخدم علاقات الصداقة بين الشعبين الفرنسي والإيطالي. لكن عاصفة الاعتراضات ثارت عندما أعلن جاك مارتان، العمدة الذي ينتمي إلى الحزب اليميني الحاكم، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، السبت الماضي، عن قرب الانتهاء من صب تمثال من البرونز، بطول مترين، وبتكلفة 82 ألف يورو. وأضاف أنه ارتأى أن يكون التمثال عصريا وأن يحمل ملامح كارلا بروني باعتبارها إيطالية الأصل، أي مثل عاملات الريش. وأضاف أنه فاتحها في الأمر ووافقت.

غير أن إعلان العمدة جاء ليصب الزيت على نار النزاعات المرافقة للمعركة الانتخابية الحالية، خصوصا أن الرئيس نيكولا ساركوزي في غنى عن فتح جبهة جديدة ضده وتعريض أنصاره لتهم تبذير المال العام في صنع «صنم» لزوجته، بينما يعاني عموم الفرنسيين أزمة اقتصادية شديدة.

وحقا، كتب معلقون في الصحافة والمواقع الاجتماعية يسخرون من الربط بين كارلا ساركوزي المعروفة بتحدرها من أسرة إيطالية ثرية، وإيطاليات فقيرات تركن وطنهن وهاجرن سعيا وراء الرزق. واعتبر مستشار (عضو مجلس) بلدي من الحزب الاشتراكي أن هذه المقارنة «تشكل إهانة لذكرى العاملات». وأضاف أنه ليس ضد «الفرنسية الأولى»، لكنها «لا تمثل الطبقة العاملة». كذلك ظهرت على «تويتر» حملة بعنوان «أنجدوا نوجون» بهدف وقف المشروع. ولتهدئة الخواطر، أوضح عمدة نوجون أن «إزاحة الستار عن التمثال ستؤجل إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية» المقررة في الربيع المقبل، تفاديا لاستغلال ملامح كارلا في معركة سياسية.