حرب «بريدية» في ألمانيا بسبب عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي

طلبة الجامعات يستخدمون الـ«فيس بوك» ضد البريد النازي التقليدي

TT

في إطار الحملة السياسية التي تشنها مبادرة «برو كولن» الألمانية اليمينية المتطرفة ضد عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، عملت «المبادرة» على توزيع عشرات آلاف البطاقات البريدية التي تحرض الناخبين على التصويت ضد العضوية المطروحة. ولكن في المقابل، دعا طالب يساري من جامعة كولون، ناشط على صفحات التواصل الاجتماعي على الـ«فيس بوك»، المواطنين إلى مواجهة حملة النازيين الجدد باستخدام قوانين البريد التقليدي نفسه. ودعا الشاب متلقي بطاقات «برو كولن» إلى طباعة الشعارات المضادة على البطاقات، ورفض تسلمها، ومن ثم إعادتها إلى المصدر.

فكرة الشاب هي ترويج الدعاية المضادة للنازية على بطاقات اليمينيين أنفسهم، وتحميلهم تكلفة البريد العائد وتحريض دائرة البريد ضدهم. وحسب مصادر البريد في كولون، فإن عشرات الآلاف، من الطلبة وغيرهم، استجابوا بالفعل لدعوة الشاب، وأعلنوا أنهم سينفذون تعليماته على «فيس بوك» بحذافيرها.

ناطق باسم هيئة البريد علق قائلا: «إن الشاب على صواب، لأن من حق كل مواطن إعادة البريد أو رفض تسلمه، لكن ليس من حقه أن يكتب على البطاقات بخط يده غير (العنوان خطأ) أو (العنوان غير موجود). ولما كانت بطاقات (برو كولن) معدة بالكومبيوتر، والشعارات مكتوبة بالخطوط الطباعية الكومبيوترية، فإن إضافة الشعارات عليها بالكومبيوتر، من دون وضع الطوابع عليها، وإرجاعها سيحمل (برو كولن) تكلفة البريد الراجع».

حسب تصورات الطالب الذي يقود الحملة على «برو كولن» فإن معارضي هذه المنظمة اليمينية المتطرفة قادرون على الاكتفاء بكتابة كلمتي «غير وارد» كي يكبدوها خسارة عشرات الآلاف من اليوروات. وواضح هنا أن تعبير «غير وارد» يعني أيضا أن «العنوان خطأ».

أكثر من هذا، كتب الشاب اليساري على صفحته أن المئات من الطلاب صاروا يطالبون «برو كولن» بتزويدهم بأكثر من بطاقة، بغرض تكبيدهم المزيد من الخسائر المالية. وتوقع أيضا أنه سيقرأ في الصحافة خلال أسبوعين عنوانا يقول: إن «برو كولن» أعلنت إفلاسها بسبب حملة بريدية تقليدية فاشلة. والجدير بالذكر، أنه سبق لـ«برو كولن» أن قادت قبل سنتين حملة ضد بناء مسجد كولون الكبير، وباءت الحملة بالفشل لدى مجابهتها بحملة شعبية مضادة.