تزايد مقلق في حالات انتحار المراهقين بموسكو

روسيا في المرتبة الأولى عالميا

TT

عادت الأوساط الأمنية والاجتماعية في روسيا إلى دق ناقوس الخطر محذرة من مغبة تكرار حالات انتحار المراهقين التي باتت ظاهرة يحتدم حولها الجدل في العاصمة موسكو وعدد من كبريات المدن الروسية. فبعد إعلان السلطات الأمنية نهاية الأسبوع الماضي عن حادث إلقاء إحدى الفتيات نفسها من الطابق الرابع والعشرين من مسكنها شرق العاصمة (وهو ما لم تستوضح جهات التحقيق أسبابه بعد)، أعلنت شرطة مقاطعة كراسنودار، بجنوب روسيا، أمس عن انتحار صبي في الثالثة عشرة من العمر شنقا، في توقيت شهد حالات مماثلة في مدينتي تومسك بسيبيريا وروستوف في جنوب روسيا.

هذا، وكانت مدينة لوبنيا، في ضواحي موسكو، شهدت الأسبوع الماضي أيضا إلقاء فتاتين نفسيهما من سطح البناية السكنية ذات الستة عشر طابقا، حيث كانتا تقطنان. وأفادت التقارير الرسمية بأن الفتاتين كانتا في الرابعة عشرة من عمرهما، لكنها لم تكشف بعد عن الأسباب التي دفعتهما إلى الانتحار. وقبل ذلك بيوم واحد انتحر صبي في الخامسة عشرة من العمر برمي نفسه من نافذة مسكنه بالطابق السابع عشر بعد خلاف مع والده أدى لتعنيفه بحجة أنه سرق كاميرا من زميلته في المدرسة.

وتشير الإحصائيات الموثوقة إلى أن روسيا تحتل المرتبة الأولى في أوروبا على قائمة تكرار حوادث انتحار المراهقين، إذ إنها تشهد سنويا ما يقرب من أربعة آلاف محاولة انتحار تنتهي نحو 1500 محاولة منها بالموت. ويعزو خبراء علم النفس والاجتماع معظم هذه الحالات إلى أسباب عائلية ونفسية، ومنها ما يعود خصوصا إلى الفشل في الحب وحالات الاكتئاب.

ويدق خبراء شؤون الأطفال في روسيا الآن ناقوس الخطر مطالبين بدرس أسباب تفاقم هذه المشكلة في حين الوقت ترفض الجهات الحكومية الاعتراف بأن انتحار الأطفال في روسيا ارتقى حقا إلى مستوى الآفة الاجتماعية. وقال أورفان بارفينتيف، من مركز تأمين الإنترنت، معلقا «إن الخبراء يؤكدون أن العنف العائلي والمشاكل المدرسية تقف في صدارة الأسباب التي تدفع المراهقين إلى اتخاذ قرار الانتحار، يضاف إليها ألعاب الكومبيوتر والمعلومات التي يتداولونها على شبكة الإنترنت حول التقليل من شأن الموت».