فنان بريطاني.. «يسمع» الألوان

التقنيات الإلكترونية أنقذته من عمى الألوان

نيل هاربيسون
TT

نيل هاربيسون.. فنان بريطاني يعاني من عمى الألوان الكامل، إلا أنه نجح بفضل تقنيات إلكترونية مطورة زرعت في رأسه من «سماع» الألوان وتحديد كل لون منها بصوت محدد.

وفي حديث للخدمة العالمية لهيئة الإذاعة البريطانية روى هاربيسون كيف أنه لم يكن يعرف أنه لا يستطيع رؤية الألوان إلا بظلالها الرمادية حتى وصوله إلى عمر 11 سنة، وأن الألوان كانت تبدو له ملتبسة. وشكل تشخيص حالته بأنها عمى الألوان صدمة له لأنها حالة لا يوجد لها أي علاج.

وعندما بلغ 16 سنة قرر أن يدرس الفنون، وأبلغ أحد أساتذته أنه لا يستطيع أن يرى إلا بالأبيض والأسود، وكان أول رد فعل للأستاذ: «لماذا جئت إلى هنا إذن؟!». إلا أنه أجابه بأنه يريد فهم الألوان. وكان أن سمح له بالدراسة في اختصاص الفن التصويري ولكن في عالم اللون الرمادي، أي اللونان الأبيض والأسود! وعندما علم هاربيسون بوجود العديد من الناس عبر التاريخ الذين ربطوا بين اللون والصوت فإنه وجه جهوده في هذا المجال. ولدى حضوره محاضرة حول التقنيات الإلكترونية والإنسان في جامعة بليموث البريطانية طلب من المحاضر، الذي كان طالبا في تلك الجامعة، مساعدته في صنع نظام لمشاهدة الألوان. ونجح الطالب في تطوير جهاز بسيط يتألف من كاميرا إنترنت وكومبيوتر وزوج من السماعات زودت ببرنامج إلكتروني يترجم أي لون من الألوان يظهر أمام العين إلى صوت محدد. وتمتاز الألوان بترددات أو ذبذبات معينة، فاللون الأحمر له قيمة أدنى في التردد من اللون البنفسجي.

وقال هاربيسون إنه أخذ يستخدم الجهاز طيلة الوقت وكأنه «عين بيونية»، أي عين بيولوجية - إلكترونية. ويمتلك الجهاز هوائيا يبرز من رأس هاربيسون لينتصب أمام وجهه، وشريحة إلكترونية تحول موجة الضوء الصادرة عن اللون إلى صوت، الذي لا يستمع إليه عبر الأذن بل عبر عظم في الأذن. وقد أدى ذلك إلى تعرضه للصداع لأسابيع عديدة حتى تعود مخه على الجهاز.

ويقول هاربيسون إنه بذلك تمكن من مواءمة الصوت والموسيقى مع الألوان! وقد مكنه هذا الجهاز من تغيير أحاسيسه الفنية وخلق له عالما جديدا مليئا بالألوان والتناغم الصوتي. ولهذا وعندما كان يرغب في رسم لوحة بورتريه شخصية للوجه مثلا فإنه يتسلم صوت لون الشعر، ثم أصوات ألوان الجلد والعينين والشفتين، ثم يقوم بصنع مقطوعة صوتية ترتبط بذلك الوجه!