محكمة فرنسية تحكم بالسجن والغرامة الباهظة على «نصاب النجوم»

احتال على مخرجة سينمائية وتزوج ممثلة

TT

قضت محكمة الجزاء في العاصمة الفرنسية باريس، مساء أول من أمس، بسجن كريستوف روكانكور لمدة 16 شهرا، نصفها مع وقف التنفيذ، بتهمة استغلال الوضع الصحي للمخرجة السينمائية كاثرين بريا والاحتيال عليها ماليا. كما قضت المحكمة بأن يدفع المتهم تعويضا مقداره 578 ألف يورو إلى المدعية.

قضية روكانكور (44 سنة) أثارت اهتمام الرأي العام الفرنسي، لأنه احترف انتحال العديد من الشخصيات واختلاس الأموال من المشاهير، حتى إن الصحافة أطلقت عليه لقب «نصاب النجوم». وكانت المخرجة بريا (63 سنة) إحدى ضحاياه، إذ قامت بينهما علاقة تختلط فيها الصداقة بالاستغلال، خصوصا أنها تعاني من شلل جزئي بسبب إصابة سابقة بجلطة في الدماغ. بيد أن المخرجة لم تكن أولى ضحايا «نصّاب النجوم» الذي سبق له أن دخل السجن لمدة 5 سنوات في الولايات المتحدة الأميركية بعدما احتال على عدد كبير من نجوم هوليوود ومسؤولي فنادقها الفاخرة زاعما أنه سليل أسرة روكفلر، وسحب منهم مبالغ نقدية وخدمات مختلفة.

وبفضل موهبة روكانكور في التقرب من النساء فإنه تمكن من اقتحام حياة سونيا لوران، ملكة جمال فرنسا التي تحولت إلى التمثيل، وأنجب طفلة منها قبل انفصالهما عام 2008. كذلك شوهد يرتقي السلالم المغطاة بسجادة حمراء في افتتاح مهرجان «كان» السينمائي العالمي، قبل سنتين، وهو يتأبط ذراع عارضة الأزياء البريطانية الشهيرة ناعومي كامبل.

وقد وصلت أخبار المحتال الفرنسي إلى مسامع كاثرين بريا، فبحثت عنه لتعطيه دورا في فيلم «حب سيئ» أمام كامبل. كما طلبت منه في عام 2007 أن يكتب سيناريو فيلم ثان يروي قصة حياته المثيرة. وهكذا انتهز «نصاب النجوم» الفرصة وتمكن من الحصول على عدة صكوك من المخرجة بلغت في مجموعها 703 آلاف يورو من دون أن ينفذ أيا من الأعمال المطلوبة منه. ودافعت بريا عن سذاجتها، أمام المحكمة، بأنها كانت تشفق عليه وتعتبره مثل ابنها. أما هو فقال إنها إنسانة طيبة ومثيرة للاهتمام وقد دفعت له مقابل خدمات قدمها لها. وأضاف بثقة «إنها لا تستطيع الاستغناء عني». بعد جلسة النطق بالحكم، غادر النصاب قاعة المحكمة مطلق السراح، في إفراج مؤقت، بعدما أمضى شهرين قيد التوقيف. وقال محاميه إنه من الممكن تسوية فترة المحكومية بحيث لا يعود موكله إلى السجن. أما «نصاب النجوم» فلم يذهب إلى حال سبيله، رغم تأخر الوقت ليلا، بل وقف أمام الكاميرات وأعلن أنه بصدد تأليف كتاب عن هذه القضية، مدعيا أنه لا يسعى للمال من وراء الكتاب بل للحقيقة.