دومينيك ستروس ـ كان أمام المحققين مجددا.. غدا

لاستجوابه في علاقته بشبكة دعارة في فندق «كارلتون» شمال فرنسا

TT

يمثل دومينيك ستروس - كان، المدير السابق لصندوق النقد الدولي، غدا، أمام قاضي التحقيق في مدينة ليل، شمال فرنسا، لسماع أقواله في قضية دعارة كان فندق «كارلتون» في المدينة مسرحا لها. وتعرض ستروس - كان، في الربيع الماضي، إلى الاعتقال والمثول أمام المدعي العام في نيويورك، بتهمة العنف الجنسي ضد خادمة في فندق «سوفيتيل» هناك. وقد صدر أمر بالإفراج عنه لكن القضية ما زالت أمام محكمة مدنية.

القضية التي ظهرت إلى العلن في الخريف الماضي وسميت «فضيحة كارلتون»، تسببت في الإطاحة بمدير الأمن في المدينة. كما ورد اسم ستروس - كان في التحقيقات باعتباره استفاد من خدمات جنسية مع فتيات مرافقة (كول غيرلز)، وفرها له أحد المتهمين بتسهيل الدعارة في القضية. وجاء في المحاضر أن المدير المستقيل من صندوق النقد الدولي شارك، أكثر من مرة، في حفلات ماجنة نظمها وسيط فرنسي في فندق فخم في باريس أو في نيويورك حيث سافرت الفتيات إلى هناك لهذه المهمة.

ستروس - كان، القطب السياسي الاشتراكي الذي كان اسمه يدور كأبرز المنافسين لنيكولا ساركوزي على رئاسة الجمهورية في الانتخابات الوشيكة، قبل اتهامه بقضية الخادمة في نيويورك، سيوضع، حال وصوله إلى «ليل»، قيد الاحتجاز لمدة 48 ساعة قابلة للتمديد، ذلك أن المحققين يتعاملون مع ملف شائك لعصابة منظمة للدعارة في وسط راقٍ وبتواطؤ من مسؤولين في مراكز رفيعة. ونظرا لحساسية موقف ستروس - كان واستهداف المصورين له، فإن استجوابه سيجري، على الأرجح، في ثكنة للدرك وبحضور محاميه.

وحسب المعلومات التي تسربت إلى الصحافة، فإن عدة فتيات ذكرن أنهن أقمن علاقة عابرة مع المتهم الذي نفى أنه دفع مالا لأي منهن. وجاء في أقوال إحداهن وتدعى منية أنها قابلت ستروس - كان في فندق «مورانو» في باريس، عام 2010، وحصلت مقابل قضاء وقت معه على 900 يورو دفعها لها موظف يشغل مركزا متقدما في مجموعة صناعية، بالاتفاق مع مدير شركة كان من المقربين من المتهم. وأفادت فتاة ثانية تدعى فلورنس بأنها التقت ستروس - كان 11 مرة في مواعيد جرى تحديدها في باريس وضواحي العاصمة البلجيكية بروكسل وفي مدينة نيويورك في الولايات المتحدة. وأضافت أنها كانت تتلقى أجرها من مدير الشركة ذاته.

حسب القانون الفرنسي، لا يمكن توجيه أي تهمة إلى ستروس - كان بسبب نشاطه الجنسي طالما أنه جرى مع نساء بالغات سن الرشد وبرضاهن. أما كونه طلب من أحد أصدقائه ترتيب حفلات بحضور فتيات فلا يمكن اعتباره خروجا على القانون إلا في حال ثبوت أنه استغل ضعف إحدى الفتيات لإقامة علاقة معها، كأن تكون قاصرا أو معاقة أو موظفة تعمل تحت إمرته. ولم تكشف التحقيقات عن وقائع استغلال.

لكن ستروس - كان يمكن أن يواجه تهمة التشجيع على الدعارة لذلك يسعى المحققون لاستجوابه لمعرفة طريقته في التعامل مع الشبكة وهل كان على علم بمبالغ تدفع للنساء اللواتي حضرن الحفلات المنظمة. وقد نفى المتهمان بترتيب الحفلات علمه بأن المبالغ التي تقاضتها فتيات المرافقة جاءت من ميزانية الشركات التي يديرها المتهمان. وبهذا الاعتراف يكون ستروس - كان بمنأى، أيضا، عن تهمة استغلال المال العام. لكن النيابة تسعى لإلقاء الضوء، بشكل خاص، على تكاليف الرحلات والحفلات التي جرت في نيويورك، وعن احتمال أن تكون بمثابة رشى قدمت لـ«المسؤول الكبير» مقابل منافع تجارية.