في 28 فبراير (شباط) 1982 ولدت في مستشفى بضاحية باريس طفلة سميت أماندين، دخلت التاريخ الطبي الفرنسي باعتبارها أول مولود يرى النور في البلاد بتقنية تلقيح البويضة في الأنبوب، خارج جسد الأم. وأماندين التي تحتفل الخميس المقبل بذكرى ميلادها الثلاثين جاءت إلى الدنيا بعد أقل من 4 سنوات من ولادة الأميركية لويز براون، أول طفلة أنابيب في العالم.
تمت التجربة الجديدة، آنذاك، في قسم الأمراض النسائية والتوليد الذي كان يشرف عليه البروفسور رينيه فريدمان في مستشفى «بيكلير» في كلامار، على حدود العاصمة. وساهم في نجاح ولادة طفلة الأنبوب الأولى الدكتور إميل بابرنيك وعالم الأحياء الدكتور جاك تستار الذي أصبح، من يومها، شخصية شهيرة عالميا ورائدا لتجارب أخرى، وأسفرت تقنية التلقيح في الأنابيب عن ولادة نحو من 20 ألف طفل في فرنسا.
فريدمان، ما زال يذكر الأشهر المثيرة التي أحاطت بالتجربة وسعادة الفريق الذي أشرف عليها، وقال في تصريحات صحافية إن رؤية البويضة المخصبة تحت المجهر كانت لحظة مدهشة، كما أن كل خطوة أعقبت ذلك كانت تحبس الأنفاس وتشكل انتصارا في حد ذاتها، رغم أن المعدات اللازمة كانت بدائية ولا ترقى إلى ما هو متوفر اليوم، وأضاف أن ولادة أماندين أخذت دورتها الطبيعية ومن دون علاجات هرمونية للأم.
وتذكر القابلة فيولين كيربار، أحد 4 أشخاص حضروا الولادة، أن الترقب الإعلامي كان هائلا والمصورون يتسلقون جدران المستشفى ويرابطون مع كاميراتهم فوق السطوح، بينما حاولت صحافيات التسلل إلى الداخل متنكرات في ثياب ممرضات، ثم انتهت أشهر الانتظار العصيبة بمجيء أماندين بشكل طبيعي ومن دون الحاجة لعملية قيصرية.