إسبانيا تستند إلى التاريخ لاستعادة كنز قيمته 380 مليون يورو

أرسلت طائرتين إلى الولايات المتحدة لنقله

TT

استطاعت إسبانيا، بفضل الاستناد إلى التاريخ، استعادة كنز كانت قد فقدته على أيدي القوات البريطانية في بداية القرن التاسع عشر. إذ نجحت في أن تثبت أمام المحاكم الأميركية أن «الكنز» الذي استولت عليه مؤسسة أميركية قبل خمس سنوات قرب إسبانيا هو كنز سفينة إسبانية اسمها «نويسترا سنيورا دي لا مرثيديس»، واستنادا إلى هذا الدليل الذي أعدته محكمة قادش (بإقليم الأندلس في جنوب البلاد)، قررت محكمة في ولاية فلوريدا الأميركية حسم القضية يوم 17 فبراير (شباط) الحالي لصالح إسبانيا.

في ضوء الحكم بادرت الحكومة الإسبانية إلى إرسال طائرتي شحن تابعتين لسلاح الجو الإسباني من طراز «هيركوليز» لنقل الكنز الذي تقدر قيمته بنحو 380 مليون يورو، إلى إسبانيا. وحسب مسؤول الإعلام في وزارة الدفاع الإسبانية، خواكين مدينا، «يتوقع تسليم الكنز بين يومي الأربعاء (أمس) والخميس (اليوم)، وستعود الطائرتان يوم السبت (بعد غد)».

يذكر أن مؤسسة «أوديسي» الأميركية المتخصصة في مجال البحث عن الكنوز البحرية كانت قد عثرت على الكنز قبل خمس سنوات في هيكل «نويسترا سينيورا دي لا مرثيديس». ومن ثم تمكنت من نقل ما مجموعه 595000 قطعة فضية، تحمل صورة الملك الإسباني كارلوس الرابع، وتبلغ زنتها 14 طنا. وكانت السفينة قد تعرضت لهجوم من قبل البحرية البريطانية عام 1804، وغرقت أمام السواحل البرتغالية بينما كانت في طريقها إلى إسبانيا آتية من ألبيرو بأميركا الجنوبية.

وكانت إسبانيا قد امتعضت من إعلان «أوديسي» في مايو (أيار) عام 2007 بأنها نقلت الكنز إلى الولايات المتحدة، وسعت منذ ذلك الوقت لاستعادته. وبالفعل شكلت لجنة مكونة من متخصصين من وزارة الثقافة والدفاع والمتحف الأثري الوطني والأكاديمية الملكية للتاريخ، لدراسة تاريخ السفينة الغارقة والظروف التي أحاطت بغرقها، بغية تقديم الدلائل الدامغة على أن الكنز الذي استولت عليه «أوديسي» هو نفسه الذي كانت تنقله السفينة الغارقة. وهذا ما أثبتته الدراسة التاريخية والأثرية حقا.