غالبية الألمان تطالب رئيس الجمهورية المتنحي بالتخلي عن «تقاعد الشرف»

في استفتاء شعبي جاء معاكسا لقرار البرلمان

فولف أعلن استقالته يوم 17 فبراير الماضي في العاصمة الألمانية برلين وبدت بجواره زوجته بيتينا
TT

حسم البرلمان الألماني الجدل «السياسي» حول استحقاق رئيس الجمهورية المستقيل كريستيان فولف لـ«تقاعد الشرف» الضخم مدى الحياة، بأن وافق بالإجماع تقريبا على حقه في التمتع بهذا الكرم الاستثنائي، ولكن لأن فولف استقال على خلفية فضائح تتعلق بـ«الشرف»، واستغلال المنصب والنفوذ، فإن الجدل «الشعبي» حول استحقاقه بمثل هذا التكريم ما زال محتدما. للعلم، يضمن منصب رئيس الجمهورية للرئيس المتقاعد مرتبا تقاعديا يرتفع إلى 200 ألف يورو سنويا، هذا عدا عن تحمل الدولة تكاليف سيارة مصفحة فخمة وسائقها، وتكاليف رجال الحماية له ولعائلته مدى الحياة، ودفع تكاليف مكتب وسكرتيرة...إلخ. غير أن القناة الأولى في التلفزيون الألماني «إيه آر دي» أجرت استطلاعا للرأي بين ملايين المشاهدين الذين يتابعون برامجها، وتوصلت إلى أن نسبة 84% من الشعب الألماني تختلف عن رأي البرلمان الألماني، وتطالب الرئيس فولف بالتخلي طوعا عن «تقاعد الشرف». بل تمنت نسبة عالية أخرى لو أن الرئيس السابق (52 سنة) تخلى عن جزء من هذا المبلغ، لكن الرئيس، الثري أصلا، لم يلب نداء «الشرف» حتى الآن.

المواطنون الألمان عبروا عن قناعتهم بأن فولف لا يستحق مثل هذا المرتب الضخم، ومعه المخصصات الضخمة الأخرى، من جيوب دافعي الضرائب. ويذكر أنه من المحتمل أيضا أن تتحمل الدولة – أي دافعو الضرائب من المواطنين – تكاليف التحقيق في فضائح الرئيس السابق، ومحاكماته وأتعاب محاميه الخاص.

وإذ طالب القاضي السابق فولفغانغ نيسكوفيتش، عضو البرلمان الحالي اليساري، اللجنة المالية في البرلمان بربط «تقاعد الشرف» للرئيس المستقيل بنتائج التحقيق في الفضائح، طالب باتريك كورت، من الحزب الديمقراطي الحر، أن يتبرع فولف بجزء من مرتبه الضخم إلى المنظمات الإنسانية.

وتجدر الإشارة إلى أن فولف قدم استقالته بعد أن رفعت النيابة الألمانية العامة الحصانة الرئاسية عنه، وقررت فتح التحقيق معه بتهمة استغلال المنصب للإثراء غير المشروع، وبتهمة استغلال المنصب لتوجيه تهديدات إلى الصحافة التي صارت تنشر أخبار فضائحه.