حملة شبابية مصرية لحماية الفتيات ترفع شعار «امسك متحرش»

على غرار صيحة «امسك حرامي» لمطاردة اللصوص

شعار الحملة
TT

تعددت الحملات المجتمعية التي يبادر بها الشباب في مصر للدفاع عن ثقافة المجتمع وأعرافه وتقاليده الاجتماعية، واستعادة الاستقرار والأمان الذي يعاني الجميع من افتقادهما في الآونة الأخيرة. من أحدث هذه الحملات الشبابية حملة «امسك متحرش»، على غرار الصيحة الشعبية الشهيرة «امسك حرامي» لمطاردة اللصوص.

تدعو الحملة الجديدة إلى توعية المارة في شوارع القاهرة والمحافظات الأخرى بأهمية احترام البنات في الشارع وعدم تعرضهن لأي من أنواع التحرش أو المضايقات، سواء كانت بالقول أو الفعل. كما تقوم تلك المجموعات الشبابية بزيارات ميدانية لجميع محافظات مصر لتوعية المجتمع بأهمية إحساس الفتيات بالشعور بالأمان. وقامت تلك المجموعات الشبابية بعمل خريطة تنظم سير الأعضاء المتطوعين في كل منطقة بالقاهرة وخارجها، حيث التجمع في الميادين العامة والاتفاق على طريقة التحدث مع الناس وكيفية إقناعهم بأهمية تلك الحملة ومشاركتهم في نشر الأمان بالشوارع وعدم التحرش بالبنات. ولم يقتصر الشباب على التحدث مع المارة بالشوارع؛ بل أيضا سوف يقومون بتوزيع ملصقات تحمل شعار الحملة ورقما لإرسال رسائل نصية عبر هواتف الجوال للإبلاغ عن أي واقعة للتحرش أو المضايقة، وذلك كمحاولة للقضاء على الظاهرة السلبية في شوارع مصر.

وتقول إنجي غزلان، من منظمي تلك الحملة لـ«الشرق الأوسط» إن «الحملة غنية بمتطوعيها الشباب والشابات من مختلف المحافظات، وإن هدف الحملة هو مناقشة الناس في الشوارع فضلا عن كثرة التحدث عن التحرش في وسائل الإعلام المختلفة». وأضافت أنه عقب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) أصبح التحدث مع الناس أكثر سهولة وأصبح هناك مجال أوسع للحوار والإقناع بتغيير الثقافات والعادات الخاطئة بالمجتمع.

وعن قيام تلك المجموعة الشبابية باستقبال شكاوى الفتيات اللاتي تعرضن للتحرش، وذلك عبر صفحتهم على «فيس بوك» أو من خلال موقعهم الإلكتروني، أوضحت إنجي أن هدفهم من معرفتهم لتلك الشكاوى هو كسر حاجز الخوف والصمت لدى أولئك الفتيات وأن يكون لديهن مساحة للتعبير عما يدور بداخلهن بحرية، ففي ذلك فرصة لمساعدتهن والقيام بإرسال من تحتاج منهن إلى منظمات ومؤسسات تهتم بشأن المرأة لتساعدها على الحصول على حقوقها القانونية والنفسية أيضا، إذا تعرضت لأي خلل في حياتها عقب تعرضها لأي تحرش.

وتعمل تلك الحملة على حماية خصوصية تلك الفتيات وعدم تعرضهن لفضح هويتهن، حيث يتم التعامل فقط بالرسائل النصية عبر الهاتف المحمول وعبر استخدام البريد الإلكتروني. ومن ضمن الرسائل المتكررة على صفحة الحملة تعرض الفتيات للتحرش من قبل سائقي التاكسي والمواصلات العامة، حيث توجيه العبارات الحادة لأولئك الفتيات، والتعليق على ملابسهن بشكل ساخر، بالإضافة إلى تعرضهن لتحرش باللمس مما يؤدي إلى إدخالهن في مشاكل نفسية تقتضي العلاج النفسي السريع.

وتأتي تلك الحملة من قبل مبادرة «خريطة التحرش الجنسي» التي قامت بعدة حملات سابقة للوقوف ضد التحرش بالفتيات والسيدات منذ عام 2009.