اكتشاف بروتين جديد من المحتمل أن يكون هدفا لأدوية السمنة

في خطوة جديدة واعدة للقضاء على الدهون الزائدة

TT

في خطوة جديدة واعدة لمحاربة السمنة، تمكن مؤخرا باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو الأميركية، من اكتشاف بروتين جديد، من المحتمل أن يكون هدفا لأدوية السمنة في المستقبل، ويقول الباحثون بأن المركبات التي تعزز وتحفز من عمل هذا البروتين قد تساعد الأفراد على حرق السعرات الحرارية بشكل أسرع، حيث يمكن إعادة هندسة الخلايا الدهنية وتحويلها من خلايا دهنية عادية مخزنة للسعرات الحرارية إلى خلايا دهنية بنية حارقة للسعرات، وتمثل هذه المركبات نهجا مختلفا تماما لإنقاص الوزن، فأدوية الحمية الغذائية الحالية تهدف إلى الحد من كمية السعرات الحرارية، عن طريق، على سبيل المثال، منع امتصاص الدهون في الأمعاء أو تقليل الشهية، ويشير الباحثون إلى أن عليهم إثبات أمن وفعالية هذه المركبات الدوائية بالتجارب الإكلينيكية (السريرية). وقد نشرت نتائج هذه الدراسة حديثا في دورية «أيض الخلية» (Cell Metabolism) في 7 مارس (آذار) الحالي.

فمن خلال تجارب على الفئران، للتحقق من كيفية عمل دواء شائع يعطى للأفراد الذين يعانون من مرض السكري، اكتشف الفريق البحثي أن بروتينا يسمى «PRDM 16» موجود عند البشر والفئران، يمكن أن يحدث تغييرا في الخلايا الدهنية البيضاء التي تخزن السعرات الحرارية، محولا إياها إلى خلايا دهنية بنية يمكنها حرق السعرات.

وقال الباحثون بأن دراستهم الجديدة قد أظهرت أن أدوية يستخدمها مرضى السكري يمكنها أن تتفاعل مع بروتين «PRDM 16»، وتجعله أكثر استقرارا، وتدفعه إلى التراكم أو التجمع داخل الخلايا الدهنية البيضاء، وإحداث تحول جيني فيها، محولا إياها من خلايا دهنية بيضاء مخزنة للسعرات الحرارية التي تتسبب في زيادة الوزن والبدانة إلى خلايا دهنية بنية حارقة للسعرات، على الأقل عند الفئران.

ويتساءل الدكتور شينغو كاجيمورا، من مركز السكري بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو وقائد الفريق البحثي، عما إذا كان من الممكن القيام بذلك عند البشر، وهل من اليسير جعل هذا البروتين ثابتا ومستقرا، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف؟ وأضاف أنه «بينما الأدوية الجديدة التي تستهدف هذا البروتين، قد تتطلب سنوات طويلة، إلا أن معرفتنا للهدف ستؤدي إلى سرعة تطورها».

جدير بالذكر أن الخلايا الدهنية البنية (Brown fat) تتوافر بكثرة في أجسام الأطفال حديثي الولادة، وتضمر بالتدريج مع مراحل النمو المختلفة، وتلعب دورا مهما في إنتاج الطاقة بدلا من تخزينها بالجسم، حيث تقوم بتحويل عدد كبير من السعرات الحرارية بجسم الإنسان إلى طاقة، وتحتوي الدهون البنية على كميات كبيرة من الميتوكوندريا التي تعتبر محطات توليد الطاقة لجميع خلايا الجسم، وكذلك كميات كبيرة من الأوعية الدموية، والمسؤولة عن لونها البني.