خلاف بين رئيسي أقوى مؤسسة يهودية في فرنسا

بسبب الطفل الشهيد محمد الدرة

محمد الدرة قبل لحظات من مقتله (أ.ف.ب)
TT

يشهد المجلس التمثيلي للمنظمات اليهودية في فرنسا خلافا حادا بين رئيسه الإداري ريشار براسكييه ورئيس الشرف تيو كلاين، المحامي والناشط الحقوقي الذي يبلغ من العمر 92 عاما. وسبب الخلاف التقرير المصور الذي كانت القناة التلفزيونية الفرنسية الثانية قد بثته، عام 2000، لوقائع مقتل الطفل الفلسطيني محمد الدرة، في الأيام الأولى للانتفاضة الثانية.

ويشكل المجلس مركز ثقل في الحياة السياسية في فرنسا ويحرص رؤساء الجمهوريات وكبار السياسيين وقادة الأحزاب على حضور حفل العشاء السنوي له والاحتفاظ بعلاقات طيبة مع إدارته.

وتسبب التقرير في معركة قضائية طويلة ومحتدمة للصحافي الفرنسي شارل أندرلان، المراسل الدائم للقناة الثانية في القدس وللمصور الفلسطيني العامل معه طلال أبو رحمة، بعد بيان لصاحب وكالة لتقويم الأداء الإعلامي يدعى فيليب كارسنتي يزعم فيه أن التقرير المصور لمقتل الدرة مزور. وتقدم المراسل بدعوى ضد كارسنتي ووقف المجلس التمثيلي للمنظمات اليهودية في فرنسا بكل ثقله وراء المدعى عليه. لكن المحكمة أدانته، عام 2006، لاتهامه القناة الثانية ببث تقرير «خيالي» يتضمن مشاهد «تمثيلية».

ولم تنته القضية بل انتقلت إلى محكمة الاستئناف في باريس التي أصدرت قرارا بتبرئته عام 2008. وهنا عاد المراسل ومعه القناة الثانية إلى نقل القضية إلى محكمة النقض التي أصدرت، مؤخرا، حكما بإلغاء براءة كارسنتي، الأمر الذي يمهد لإعادة محاكمته أمام قاضي الاستئناف. لكن المجلس التمثيلي للمنظمات اليهودية لم يحترم الإجراءات القضائية وواصل التهجم، في نشرته الإعلامية، على المراسل والمطالبة بعقابه. وهو أمر لم يسكت عليه الرئيس الشرفي للمجلس. وفي رسالة بعث بها قبل أيام وتسربت إلى الصحافة، خاطب الرئيس الشرفي تيو كلاين، زميله الرئيس الإداري ريشار براسكييه قائلا: إنه «مصدوم وقلق من تسخير نشرة المجلس لترويج طروحات وصفها القضاء الفرنسي بأنها سب وقذف، أكثر من مرة». وأضاف المحامي التسعيني يقول: إن المجلس يسعى لتغيير حقيقة الأمور حول «حادث مؤسف ولكن لا يمكن نفي وقوعه»، أي مقتل الفتى الدرة على يد الجيش الإسرائيلي.

الرئيس الإداري للمجلس رد على اتهام الرئيس الشرفي بأنه دعا هذا الأخير إلى مشاهدة الفيلم المثير للخلاف لكن تيو كلاين رفض بحجة ضعف نظره وقال: إنه لا يحتاج لرؤية التقرير المصور لأنه يثق في نزاهة المراسل شارل أندرلان.