صبغة مشعة للكشف المبكر عن انتقال الأورام السرطانية

تتيح للطبيب بعد الاستئصال الجراحي معرفة انتشارها إلى أعضاء حيوية أخرى

TT

يمكن للكشف المبكر عن انتقال الأورام السرطانية، إلى أعضاء الجسم الأخرى، أن ينقذ حياة الملايين من الناس الذين يعانون من الأمراض السرطانية. وإذا كان العلم قادرا، حتى الآن، على تشخيص أنواع الأمراض السرطانية بشكل مبكر، فإنه يقف شبه عاجز عن اللحاق بسرعة انتقال بعض الخلايا السرطانية.

مجلة الصيادلة الألمان «أبوتيكن أومشاو» نقلت عن العلماء الألمان نجاحهم في اختراع صبغة مشعة تلون الخلايا السرطانية المنتقلة وتكشفها أمام جهاز الأشعة. وهذا يتيح للطبيب معرفة ما إذا كان الورم السرطاني، بعد الاستئصال الجراحي، أو بعد العلاج، قد انتقل إلى أعضاء حيوية أخرى أم لا.

ساهم العلماء الهولنديون من جامعة غورنغن إلى جانب علماء جامعة ميونيخ التقنية، في تطوير الطريقة وتجريبها. وتشير المجلة إلى أن الصبغة تلون الخلايا السرطانية، ثم تظهر هذه الخلايا مشعة بلون معين بعد تسليط أشعة ليزر عليها. ويمكن للطبيب استخدام الطريقة قبل إجراء أي عملية جراحية، كي يضمن استئصال كل الخلايا التي قد تكون انتقلت إلى أعضاء أخرى في الجسم.

والصبغة المذكورة تلون الخلايا السرطانية فقط ولا تلون الخلايا السليمة وهذا يعين الجراح أيضا على تجنب استئصال الأنسجة السليمة. ثم إن تجربتها لحد الآن على المرضى لم تتكشف عن مضاعفات أو اختلاطات خطيرة. وواقع الحال أن العلماء الألمانيين والهولنديين طبقوا الطريقة بنجاح على الخلايا السرطانية التي تنتقل، بعد استئصال السرطان، في مرضى يعانون من سرطان الخصية، إلا أنهم يعتقدون أن الطريقة ستنجح مع بقية أنواع الأمراض السرطانية الأخرى أيضا.

واعتبر العلماء الطريقة واعدة بالنسبة لملايين المرضى على المستوى العالمي، لكنهم قدروا الحاجة إلى 3 - 4 سنوات أخرى لتطوير التقنية وجعلها جاهزة للمستشفيات والعيادات.