الإسكندرية.. بلا «ترام» لأول مرة منذ 150 سنة

بسبب إضراب السائقين احتجاجا على تردي رواتبهم الشهرية

TT

لأول مرة منذ أكثر من 150 سنة يتوقف الضجيج الذي يملأ شوارع مدينة الإسكندرية المصرية. أما السبب فهو توقف «ترام الإسكندرية» أمس، بلونيه الأصفر والأزرق عن العمل، على أثر إضراب عمال النقل العام العاملين في الهيئة العامة لنقل الركاب.

يطالب العاملون المضربون بزيادة مكافآت نهاية الخدمة والمنح وتوفير قوات أمنية لتأمين العاملين من هجمات «البلطجية» واللصوص آخر الليل. ولكن الإضراب، الذي دخل أمس يومه الثالث أدى إلى أزمة وإرباك شديدين نتج عنهما حالة من الشلل التام في «عروس» الشواطئ المصرية. فلقد أصيبت الحياة في ثاني كبرى مدن مصر بالشلل التام، نظرا لاعتماد آلاف الطلاب والموظفين على «الترام» كوسيلة نقل رخيصة الثمن (ربع جنيه مصري أو 25 قرشا). وبالفعل، أدى توقف عمل «الترام» إلى تأخر الموظفين عن أعمالهم وتغيب الطلاب عن الدراسة، كما تعرض الغامر منهم بالوصول إلى عمله لاستغلال سائقي سيارات الأجرة (التاكسي) الذين ضاعفوا الأجرة مرتين.

أحد العاملين بمرفق ترام الإسكندرية في مرأب محرم بك، طلب من «الشرق الأوسط» إغفال اسمه، عدد المطالب قائلا «العاملون متمسكون بمطالبهم المتمثلة في إعادة هيكلة نظام الحوافز واستبدال نظام النقاط بالنسبة المئوية وزيادة مكافأة نهاية الخدمة إلى 3 أشهر، مع تثبيت العمالة المؤقتة التي مضى عليها 6 أشهر، واعتبار سلفة المدارس منحة والامتناع عن خصمها من الراتب الشهري، وزيادة منحة الأعياد من 20 يوما إلى 30 يوما وزيادة الوجبة الغذائية من 8 جنيهات إلى 10 جنيهات وزيادة حافز الإنتاج من 200 في المائة إلى 300 في المائة للورش».

من جانبه، حاول رئيس الهيئة العامة لنقل الركاب بالإسكندرية (أقدم المؤسسات العاملة في مجال نقل الركاب في مصر، إذ يرجع تاريخ إنشائها إلى عام 1860) الاستجابة لمطالب العاملين والوصول إلى حلول مع محافظ الإسكندرية أسامة الفولي الذي يعمل حاليا مع وزارة المالية على حل الأزمة.