فندق الـ«كريون» في باريس يغلق أبوابه سنتين لإجراء تصليحات

لوح عرفات من إحدى شرفاته لأكبر تجمع عربي في فرنسا

واجهة فندق الـ«كريون» المطل على ساحة الكونكورد بوسط باريس
TT

أعلنت أمس إدارة فندق الـ«كريّون» الشهير في قلب العاصمة الفرنسية باريس، الذي هو فعليا قصر فخم يطل على ساحة «الكونكورد» ومسلتها الفرعونية التي جلبها الإمبراطور نابليون بونابرت من حملته على مصر، أنه سيقفل أبوابه لمدة سنتين للترميم والإصلاح، اعتبارا من الخريف المقبل.

ما يذكر أن الـ«كريون» هو العنوان الأكثر بريقا لإقامة ضيوف فرنسا الكبار من ملوك ورؤساء ومشاهير. وهو واحد من بضعة قصور فندقية لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد في العاصمة الفرنسية، وأول فندق من فئة 5 نجوم يجري افتتاحه عام 1907، في قصر تاريخي يعود إلى القرن الثامن عشر. ومنذ ذلك التاريخ أقامت فيه شخصيات بارزة من أمثال العاهل المغربي محمد الخامس، ورئيس وزراء بريطانيا الأشهر السير وينستون تشرشل، والماريشال الفرنسي المتعاون مع النازية فيليب بيتان، والرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، والملكة الأردنية نور الحسين، وصوفيا ملكة إسبانيا، وإمبراطور اليابان هيروهيتو، والرئيس المصري السابق حسني مبارك، والزعيم الكوبي فيدل كاسترو.

وما زال عرب باريس يذكرون المظاهرة الاحتفالية الكبرى التي توجهت من حي «السان ميشال» إلى الفندق الشهير لتحية الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في أول زيارة رسمية لفرنسا في ربيع 1989. ولقد خرج «أبو عمار» يومها إلى شرفة جناحه في الفندق ولوح لأكثر من 100 ألف شخص خرجوا لمناصرته والترحيب به.

يضم الفندق الذي اشتراه منذ فترة قريبة مستثمر عربي مرموق 147 غرفة وجناحا، ويعمل فيه 365 موظفا ومستخدما. وكما جاء في بيان الإدارة فإنهم لن يسرحوا خلال فترة التصليحات، بل سيكون لهم نظام خاص للرعاية الاجتماعية والتطوير المهني. ومع أن الفندق ما زال يستقبل النزلاء، فإن أعمال الترميم بدأت فعلا في الواجهة والسطوح، من دون المساس بالمبنى من الداخل، وتبعا لإدارة الفندق فإن تكلفة التصليحات تتراوح بين 70 و100 مليون يورو.