432 مصورا يوثقون الحياة في «يوم ألماني» عادي

في معرض هو الأكبر من نوعه ويستمر حتى يونيو المقبل

TT

اختارت نقابة «فريلينز» الألمانية، التي ينتمي إليها أكثر من 2200 مصور محترف، يوم 7 مايو (أيار) 2010 كيوم محدد لكل مصوري العالم للمشاركة في تصوير وتوثيق الحياة العادية في ذلك اليوم. وتولت لجنة من المصورين والصحافيين اختيار الصور في معرض «يوم في ألمانيا» الذي افتتح يوم السبت الماضي في مدينة غيلزنكيرشن ولاية الراين الشمالي ووستفاليا، بشمال غربي ألمانيا. وجرى اختيار 85 صورة التقطها 85 مصورا للعرض في قاعة «حديقة العلوم»، وصدرت الصور في كتالوغ من 640 صفحة، وسيستمر المعرض حتى نهاية يونيو (حزيران) المقبل.

الفكرة، التي أطلقها باسكال آموس ريست وزملاؤه من «فريلينز»، هي تصوير كل نواحي الحياة في ألمانيا وعرض أفضل الصور في معرض هو الأكبر من نوعه في ألمانيا منذ عقود. وتركت «فريلينز» موضوع الصور حرا كي يعينوا المصورين، كل حسب اختصاصه، على اختيار أجمل الصور التي تصادفه.

كان ذلك اليوم من مايو (أيار) 2010، كما هي الحال في أيام هذا الشهر من كل عام، غائما، وهو ما ينطبق إلى حد كبير مع واقع الحياة الألمانية، التي تشهد كمعدل عام، أكثر من 240 يوما ماطرا في السنة. ولذا، وهذه إحدى الملاحظات المهمة على المعرض، تخلى معظم المصورين عن الألوان، واكتفوا بألوان «الصور الوثائقية» التقليدية المحددة بالأبيض والأسود والرصاصي ودرجاتها المختلفة.

432 مصورا شاركوا في «حملة» ذلك اليوم التصويرية التي شملت معظم المدن الألمانية الكبيرة، ومعظم أشكال الحياة. والتقط المصورون، حسب تقرير« فريلينز»، أكثر من 14 ألف صورة خلال 24 ساعة. وتنوعت الصور بين العمال أثناء العمل، والأطفال في مدارسهم، والطبيعة الصامتة والحيوانات. بل إن هناك مَن صور رئيس الجمهورية الأسبق هورست كولر وهو يلعب الغولف، وآخر صور الصحافي البارز فرتز بلايتغن وهو يكتب مقالاته في سيارته، وثمة مَن فضل تصوير طفل في لهفته إلى زجاجة لعصير. وطبعا، اضطر المشاركون إلى البحث في أعماق ذاكرتهم، وفي أعماق مجتمعهم، عن موضوع يستحق التصوير من دورة الحياة اليومية في الشوارع والحانات والمطاعم والمدارس والدوائر..إلخ، وهكذا جاء المعرض واقعيا، عرض حياة «الأمة» في آخر يوم عمل يسبق عطلة نهاية الأسبوع (الجمعة).