فيلسوف يمتحن مفاهيم مرشحي الرئاسة في فرنسا

ساركوزي رفض الخضوع للعبة التي وافق عليها منافسوه رجالا ونساء

غوفان يطلق كتابه أمام الإعلاميين
TT

باستثناء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وافق المرشحون لانتخابات الرئاسة الفرنسية على الخضوع لامتحان شفهي في الفلسفة أجراه لهم فرانسوا غوفان، الصحافي الكندي الذي يحمل الدكتوراه في الفلسفة والمقيم في باريس، حيث يتعاون مع مجلة «لو بوان». ونشر غوفان النتائج وردود زعماء الأحزاب على أسئلته في كتاب صدر هذا الأسبوع عن منشورات «جرمينا».

المؤلف، أراد أن يختبر مدى اقتراب المرشحين من الواقع اليومي، وهل تبعدهم ممارسة السلطة عن حقائق الشارع. وقد رد على أسئلته كل من فرانسوا هولاند (اشتراكي)، وفرانسوا بايرو (وسطي)، وإيفا جولي («الخضر»)، ومارين لوبين (يمين متطرف)، وجان لوك ميلونشون (جبهة اليسار)، وكورين لوباج (بيئة)، وناتالي آرتو (شيوعي). ورغم رفض ساركوزي التجاوب مع «اللعبة الثقافية» فإن المؤلف أدرجه في الكتاب، متخيلا محاورة فلسفية معه.

وعلى امتداد 15 فصلا، يمكن للقارئ أن يطالع 15 استجوابا شخصيا مع ساسة الصف الأول في فرنسا.. إذ حدد بايرو مفهومه للكرامة بأنها «الفرق بين الحضارة والبربرية». أما هولاند، المرشح الذي تضعه استطلاعات الرأي في صدارة المؤهلين لدخول قصر «الإليزيه»، فقال إن الكرامة هي «احترام هوية كل فرد والانتماء إلى مصير مشترك، في آن واحد». وكان جواب جولي أنها «الاحترام الواجب لكل إنسان». ورأى ميلونشون، النجم اليساري والخطيب المفوه الصاعد بقوة بمقياس الجماهيرية، أن مفهوم الكرامة يعني «نظرة الآخر التي تصهرك في العلاقة الإنسانية»، أما لوبين فقالت إن الكرامة «ترتبط بالوعي الذي يحمله المرء لنفسه». وتنوعت الأسئلة، إلى جانب مفهوم الكرامة، حول مفاهيم أخرى مثل السلطة والدين والمدنية والتقدم العلمي. ولم يقتصر الكتاب على تسجيل الأسئلة والأجوبة، بل سجل المؤلف أيضا ملاحظاته على «تلاميذه» الخاضعين للامتحان وتعليقاته الخاصة على إجاباتهم.