الشباب الألماني يتسم بالوعي.. لكنه لا يحتجّ

دراسة جديدة حول «جيل فيس بوك»

TT

دراسة حول «جيل فيس بوك» الألماني الجديد تثبت ما هو معروف وقديم، وهو أن النظريات تنشأ في ألمانيا، وتكتسب بعدا استراتيجيا في بريطانيا، لكن الثورات تأتي من فرنسا. والدراسة التي أجراها «معهد سينوس للأبحاث الاجتماعية والاقتصادية»، ومقرّه في العاصمة الألمانية برلين تكشف أساسا أن «جيل فيس بوك الألماني» عميق ومفكر، لكنه «براغماتي» ولا يحتج. بمعنى أن هذا الجيل في ألمانيا يغرد خارج السرب مقارنة بجيل الشباب العربي الذي أطلق شرارة الثورة في مصر وتونس.

الباحث مارك كالمباخ، الذي ترأس فريق البحث، قال إن الضغط الاجتماعي على جيل الشباب الألمان، في المرحلة العمرية بين 14 و17 سنة كبير، ويتزايد سنويا، إلا أن أفراد هذا الجيل منهمكون في البحث عن طريقة ما لتأمين حياة مستقبلية أفضل دون ضغوط. وطبيعي أن معظم هذا «النضال السلبي» يجري في السرير، على الكومبيوتر، ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي.

معظم الشباب الألمان من هذه السن يعرفون العبء الاجتماعي الملقى على عاتقهم، ويخططون منذ الآن لحياتهم الاجتماعية والمهنية. ولأن الخوف من الهبوط الاجتماعي يقض مضاجعهم، فإن «تضامنهم مع الفقراء من أفراد جيلهم معدوم». وهناك خط واضح يفصل بين أبناء الفقراء وأبناء الأغنياء، مع ملاحظة أن الاتصالات بين الشباب مقصورة تقريبا على أبناء الطبقة نفسها.

وتبعا للدراسة، يشعر 20 في المائة من شباب «فيس بوك» بأنه مهموم بمستقبله الاجتماعي والمهني رغم أنه لا يزال في سن المدرسة، وهذا الهم يثقل أبناء الطبقات الاجتماعية الأدنى. وهنا يشير البروفسور في جامعة برلين كلاوس هيرالمان، الذي ساهم في الدراسة، إلى أن هذه «الفوارق هزت علاقة الشباب بالكنيسة»، إذ لا تشعر الآن سوى نسبة 33 في المائة منهم بالانتماء إلى الكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية. وقالت نسبة 66 في المائة من الشباب إن العلاقة مع الكنيسة «لا تنسجم» مع همومهم المستقبلية. ويضيف هيرالمان أن «جيل فيس بوك» الألماني الشاب متعدد المواهب، وعميق، وفخور بنفسه، لكن فرص المستقبل لا تتوافر أمام الجميع بسبب الفوارق الطبقية، وهو ما يجعل أفراده ينفرون من السياسة.