التقنيات الحديثة في السيارات معقدة وخطرة

على ذمة دراسة ألمانية جديدة

TT

أدخلت صناعة السيارات العديد من التقنيات الحديثة على السيارات برغبة حماية ركاب السيارة، وحماية المشاة من الخطر، منها أنظمة الفرامل التلقائية عند وجود إنسان في مسار السيارة، والوسائد الهوائية والسائق الإلكتروني، وغيرها.

دراسة جديدة من أكاديمية «أكرا»، المتخصصة في فحص وتقييم أثر الاختراعات الجديدة على الإنسان، ترى أن هذه التقنيات الحديثة معقدة وخطرة. وجاء في تقرير نشرته «أكرا» أن تعذر التعامل مع هذه التقنيات على الإنسان يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة. وكمثل فإن بعض أجهزة الملاحة الإلكترونية تقود الإنسان بدقة إلى الهدف، لكن بعضها قد يضيعه في الغابات، والأدهى من ذلك أن ينشغل السائق في تصحيح المعطيات على الملاح بما يفقده التركيز على مجريات الأمور في الشارع وحركة السير.

خبراء الأكاديمية أرسوا استنتاجاتهم أيضا على أساس استطلاع للرأي بين 1700 من أصحاب السيارات، وتوصلوا إلى نتائج مهمة.. إذ اعترف 77 في المائة من سائقي السيارات بأنهم يجدون صعوبات بالغة في التعامل مع الأجهزة الجديدة وأنظمة السلامة المعقدة التي أدخلتها صناعة السيارات. وقالت نسبة 44 في المائة إنهم يخشون من أن تؤدي كل هذه التقنيات المعقدة إلى صرف انتباه السائق عن الطريق وتقليل تركيزه على إشارات المرور.

وهذا ليس كل شيء، لأن نسبة 27 في المائة ذكرت أن التقنيات الحديثة صرفت انتباه السائق مرة، على الأقل، وأدت إلى حدوث حوادث، مع نسبة مماثلة قالت إن التقنيات الحديثة أنقذتهم مرة من حوادث خطيرة. وهذا يعني أن هذه التقنيات وفرت من إيجابيات بقدر ما وفرت من مخاطر على الطرقات.

خبراء «أكرا» انتقدوا أيضا تعدد أنظمة التحذير في سيارات اليوم الحديثة.. فالسيارة تطلق صوتا مشابها عند حصول خلل كبير أو صغير، وهذا يدفع معظم سائقي السيارات إلى التوقف فجأة وهم في زحمة المرور. فهناك في سيارات اليوم تحذيرات صوتية إذا بقي الباب مفتوحا، أو عند نسيان ضوء ما مشتعلا أو عند مرور طفل أمام السيارة.

كليمنز كلنكة، من «أكرا»، طالب أثناء عرضه التقرير في برلين بأن تكون الأنظمة المساعدة في السيارات الحديثة سهلة الاستعمال على السائق، بغض النظر عن سنه ومدى علاقته بالتقنيات الحديثة.