عجوزان في الحملة العالمية لتنظيف قمة إيفرست من القمامة

يتمتعان بخبرة في التسلق رغم «صدأ» السنين

متسلقون يجمعون النفايات عند منحدرات إيفرست (أ.ف.ب)
TT

تجتذب قمة إيفرست، أعلى قمم الأرض، المئات من متسلقي الجبال المغامرين الذي يودون قهر الجبل العظيم الرابض في سلسلة جبال الهملايا بين الهند ونيبال. لكن ما تركه المتسلقون من نفايات في الطريق الوعر إلى القمة بين الثلوج، سواء أولئك الذين نجوا من الموت وسط الثلوج، أو الذين لقوا حتفهم فيه، يبرر اليوم إطلاق جماعات حماية البيئة اسم «قمة جبل النفايات» على إيفرست.

منظمة «غرين بيس» البيئية المرموقة تقدر اليوم وزن النفايات المتروكة على منحدرات إيفرست بنحو 50 طنا على أقل تقدير. وهي طبعا، نفايات لا أمل لشاحنات النفايات بنقلها، لأنها تقع على ارتفاع 7000 متر فأكثر، ولا يستطيع المتسلق أن ينقلها معه، لأن المعتاد هو العكس، إي أن يتخلص من بعض الأحمال الإضافية كي ينقذ حياته.

فريق من متسلقي الجبال البيئيين، يطلقون على أنفسهم اسم «بعثة إيفرست البيئية»، سيحاولون بالتدريج نقل بعض القمامة من القمة إلى قاعدة الجبل كي يجرى التخلص منها لاحقا. ويفترض أن يشكل المتسلقون عدة فرق، يتألف كل منها من 16 فردا، ويحمل كل منهم، كل مرة، ما بين 10 و12 كلغ من القمامة معه في حقيبة الظهر إلى الأسفل. وعلى الرغم من صعوبة المهمة سيسهم المتسلقان الألمانيان باول ثيلين (68 سنة) وايبرهارد شاف (61 سنة) في أول فريق من نوعه لتنظيف قمة إيفرست. وحقا، سافر الاثنان إلى نيبال قبل يومين لينطلقا ضمن فريق دولي من 7 دول مطلع شهر مايو (أيار) المقبل لإنجاز مهمتهم شبه المستحيلة. وللعلم، يتمتع الكهلان الألمانيان بخبرة طيبة في تسلق الجبال، وأديا تدريبات صعبة في مدينة آخن (أقصى الغرب الألماني قرب المثلث الهولندي الألماني البلجيكي) كي يتجاوزا ما تركته السنون عليهما من صدأ. الجدير بالذكر أن قمة إيفرست ترتفع نحو 8848م عن سطح البحر، وتبدأ «قمة القمامة» بالارتفاع مع بداية آخر كيلومتر، أي في المنطقة المسماة «منطقة الموت». إذ ينخفض الضغط في الأعالي هناك ويصعب التنفس، ويحتاج الإنسان إلى بعض قناني الأكسجين كي يستطيع التنفس. وتتألف هذه القمامة أساسا من بقايا الخيم وأسطوانات الأكسجين وأدوات الطبخ وأدوات التسلق وعلب الأغذية وقناني المياه.. إلخ. ومعظم هذه المخلفات هي من نفايات «سياحة إيفرست»، التي يمارسها هواة، يعجزون عادة عن قهر الجبل العظيم.