وفاة مفاجئة في نيويورك لمدير معهد باريس للعلوم السياسية

فتح أبواب مؤسسته أمام المتفوقين من أبناء الفقراء

ديكوان.. وفاة غامضة في فندق بنيويورك (أ.ف.ب)
TT

تجمع المئات من طلاب معهد العلوم السياسية المرموق في العاصمة الفرنسية باريس، وهم يحملون الأزهار والشموع في وقفة صامتة، أمس، أمام العنوان الشهير في شارع «سان غييوم»، حدادا على ريشار ديكوان، مديرهم الذي قاد خلال السنوات الـ16 الماضية هذه المؤسسة التعليمية الفرنسية ذات الصيت العالمي. وكانت الشرطة الأميركية قد عثرت على ديكوان جثة هامدة في غرفته بأحد فنادق نيويورك، أول من أمس، حيث كان مدعوا من الأمين العام للأمم المتحدة لحضور ندوة لرؤساء المعاهد والجامعات المميزة في العالم. الرئيس نيكولا ساركوزي حيا ما وصفها بـ«المسيرة المهنية الاستثنائية لرجل كبير خدم الدولة». وقال في بيان صادر عن الرئاسة «إن الراحل كرس جل حياته للقضية التي اختارها ولم يصرفه عنها أي شيء، ألا وهي التعليم». وكان ساركوزي قد كلف ديكوان، قبل سنوات، بمهمات تربوية لتطوير المدارس الإعدادية الحكومية. كما نجح الراحل في فتح معهد العلوم السياسية - الشهير باسم «سيانس بو» اختصارا - على آفاق التعاون العالمي، وعمل جاهدا لتوفير مصادر جديدة لتمويل بحوث الطلاب. لكن أهم ما يحسب له خطوته الجريئة في فتح باب القبول أمام الطلبة المتفوقين المتحدرين من الهجرة والضواحي الفقيرة، استثناء من شرط النجاح في اختبار الدخول إلى المعهد الذي كان شبه محتكر من الأغنياء القادرين على توفير الدروس الخصوصية الباهظة الثمن التي تؤمن لأبنائهم اجتياز الاختبار.

وحال انتشار الخبر، دارت تساؤلات عن الموت المفاجئ للمربي الذي كان مستشارا للدولة، أيضا، وحمل بسبب نشاطه المفرط لقب «الرجل المسرع دائما»، خصوصا أن عمره لم يكن يزيد على 53 سنة. ومع أن التحقيقات الأولية لشرطة نيويورك أبلغت وكالة الصحافة الفرنسية بانعدام ما يدل على ملابسات غير طبيعية للحادث واستبعدت وجود دوافع جرمية للوفاة، فإن معلومات لاحقة جددت الشكوك نظرا للعثور على ديكوان عاريا في سريره ووجود فوضى في الغرفة. لكن مصادر الشرطة أكدت أن الفوضى سببها وجود المحققين ورجال الإسعاف في المكان وليس هناك آثار عنف على جسم المتوفى. ومن المتوقع تشريح الجثة لحسم سبب الوفاة.