أفاد علماء بريطانيون يتابعون رحلة عودة مثيرة لأربعة من طيور الوقواق (الكوكو) من أقصى الجنوب الأفريقي إلى شمال أوروبا، بأن اثنين منها عبرت إلى أوروبا، حيث وصل أحدها إلى إيطاليا، في حين يوجد الثاني في إسبانيا، أما الثالث فإنه وصل إلى الجزائر، ولا يزال الرابع في ساحل العاج في غرب أفريقيا. وكان العلماء أعلنوا أن طائرا خامسا قد نفق في الكاميرون في 25 فبراير (شباط) الماضي. وأصبحت رحلة عودة الطيور الأربعة أكثر تشويقا، لذلك يحرص العلماء على نشر تقرير يومي على «موقع الجمعية لعلم الطيور» (بي تي أو)، كما أنهم يرسلون رسائل بالبريد الإلكتروني للمتابعين لهذه الرحلة.
وكان العلماء أطلقوا طيور الوقواق الخمسة من مقاطعة نورفولك في شرق إنجلترا في يونيو (حزيران) من العام الماضي باتجاه القارة الأفريقية، وثبت العلماء قطعا معدنية في أعلى جسم كل طائر بحيث ترسل هذه القطعة إشارات إلى الأقمار الاصطناعية، ومن ثم إلى مقرهم في إنجلترا، ويعتقد العلماء أن الطيور الأربعة المتبقية يفترض أن تعود خلال الصيف المقبل إلى نقطة انطلاقها في نورفولك.
وقال العلماء إن الطائر كريس (يطلق العلماء اسما على كل طائر) وصل يوم السبت الماضي إلى إيطاليا، وأشاروا في تقرير مقتضب حول مسار رحلته إلى أنه عبر البحر الأبيض المتوسط في منطقة تقع بين جزيرة كورسيكا الفرنسية والسواحل الإيطالية، وأشاروا إلى أنهم لم يستطيعوا متابعة مساره في إيطاليا، ذلك لأن القطعة المعدنية كانت ترسل إشارات ضعيفة، واتضح أمس أنه في شمال غربي إيطاليا بمنطقة غابوية قرب مدينة سارزانا.
أما الطائر «مارتن» فقد وصل أمس إلى مدينة لوركا في جنوب إسبانيا، وعبر العلماء عن خشيتهم من انخفاض درجة حرارته، على الرغم من أنهم تحفظوا على أن يكون ذلك مؤشرا سلبيا، وأفادوا بأن الطيور المهاجرة عادة ما تنخفض حرارتها عندما تكون في هجرتها شمالا أم جنوبا.
في حين وصل الطائر «كاسبر» إلى منطقة شمال غربي جبال الأطلس في الجزائر بمنطقة «شارف»، وكانت الإشارات قد انقطعت عن «كاسبر» أثناء عبوره الصحراء، إلى أن أرسل أول رسالة يوم السبت الماضي. وقال العلماء إن الطائر الرابع «ليستر» لا يزال في ساحل العاج، وأشاروا إلى أنهم لم يتلقوا منه إشارة منذ أول أبريل (نيسان) الحالي. وكان الطائر الخامس «كليمنت» قد نفق في الكاميرون في فبراير (شباط) الماضي.
ويتوقع عودة طائرين على الأقل مع بداية صيف هذا العام إلى نورفولك في شرق إنجلترا، بحيث تكون هذه الطيور قد أمضت سنة كاملة في هجرتها جنوبا ثم العودة شمالا إلى إنجلترا، وعندها سيعكف العلماء على إعداد دراسة حول الطيور المهاجرة لأفريقيا لمعرفة ما تواجهه في رحلتها من عقبات، والأسباب التي تجعلها لا تعود في السنة التالية إلى أوروبا، كما اعتادت في الماضي، حيث إن أعداد الطيور العائدة بعد رحلة الصيف من أفريقيا إلى إنجلترا انخفضت بنسبة 50 في المائة خلال السنوات الـ25 الماضية.