طبيبان ألمانيان يدفعان إعالة لتوأم أنابيب ولد من دون مشورة «الأب»

بموجب حكم قضائي اعتبر ما حدث «خطأ طبيا»

TT

سبق للمحاكم الألمانية أن أجبرت الكثير من الرجال على دفع إعالة لأطفال ليسوا منهم وجرى توليدهم عبر التخصيب داخل الأنابيب. لكن ما حصل في مدينة دورتموند، بشمال غربي ألمانيا، هو أن القاضي أجبر طبيبي أمراض نسائية وتوليد على إعالة توأم أنابيب لأن الإنجاب جرى من دون موافقة الأب.

كان يان ك. (39 سنة)، من مدينة هاتنغن القريبة من دورتموند، قد تقدم باعتراض أمام محكمة دورتموند ضد تحميله إعالة طفل أنابيب ولد بعد طلاقه من زوجته. وقال إن الطبيبين نفذا رغبة طليقته في الحصول على طفل منه، عبر استخدام حيوانات منوية منه محفوظة لديهما في التخصيب الخارجي بأنابيب الاختبار من دون استشارته. وبعد نظر الاعتراض، أدان قاضي المحكمة الطبيبين لأنهما أقدما على التخصيب من دون علم «الأب»، ورغم معرفتهما بأن الطلاق وقع قبل سنتين. وبالتالي، قضى بتحميلهما مبلغ الإعالة وتحمّل ما دفعه الرجل من إعالة طوال السنوات الخمس السابقة.

يذكر أن الزوجين السابقين ما كانا في البداية راغبين في إنجاب طفل، واستشارا الطبيبين عام 2004 حول إمكانية الإخصاب المتأخر، ويومذاك اتفقا على أن يأخذ الطبيبان عينة من مني الرجل للفحص، وللحفظ ذخرا لاحتمال الرغبة في الإنجاب لاحقا. وتم الاتفاق على أن يجري الاحتفاظ بالعينة لمدة سنة واحدة فقط، يجري بعدها التخلص منها.

ولكن، في ما بعد، جرى التخصيب دون علم الأب الطبيعي، وولد التوأم عام 2007، واضطر «الأب» طوال هذه الفترة لدفع الإعالة إليهما. ولقد ثبت من خلال الولادة أن التخصيب جرى بعد أكثر من سنة من الاتفاق، وبناء عليه اعتبر القاضي أن الطبيبين باتا المسؤولين عن رعاية الطفلين حسب الاتفاق. وأضاف القاضي أنه تعامل مع ولادة التوأم كخطأ طبي يتحمّله الطبيبان، أكثر مما تعامل معه كـ«ناتج عرضي» للممارسة المهنية. أما الطبيبان فأعلنا، على الأثر، اعتزامهما الطعن في قرار محكمة دورتموند أمام المحكمة الاتحادية في كارلسروهه.