صياد ألماني عجوز يتلقى تهديدات بسبب قتله ذئبا

«الحيوانية» تتفوق على «الإنسانية»

الذئب القتيل حين العثور عليه (أ.ف.ب)
TT

يبدو أن حياة الإنسان، بالنسبة إلى بعض دعاة الرفق بالحيوان، ما عادت تستحق المقارنة بحياة الحيوان، على الرغم من كل الظروف والملابسات. إذ سلم صياد ألماني نفسه إلى الشرطة، مطالبا بحمايته، لأنه تلقى تهديدات بالقتل بعد اعترافه بقتل ذئب في إحدى غابات ألمانيا الغربية (فيسترفالد). وقال الصياد إنه صار يتلقى تهديدات بالقتل من مجهولين، على صفحات الإنترنت، بعد اعترافه بأنه الصياد الذي قتل الذئب في الغابة القريبة من هارتنفيلز، في ولاية بلاتينية الراين.

ينبغي الاعتراف هنا بأن الصياد العجوز (71 سنة) لم يقتل ذئبا عاديا. إذ سبق لدائرة البيئة في الولاية المذكورة أن أعلنت، بكل فرح، عن مشاهدة أول ذئب من نوعه في هذه الغابات منذ 123 سنة. وجاء مقتل الذئب بنيران الصياد العجوز، الحائز على جائزة الصيد في المنطقة، بعد أيام قليلة فقط من النبأ. ولقد تقدّم الصياد من تلقاء نفسه إلى الشرطة بعد ذلك، معترفا بأنه قتل الذئب «خطأ»، ومعتذرا من جمعية الرفق بالحيوان. وقال في اعترافه إنه ظن الذئب كلبا سائبا. وأردف أنه شاهده يهرب، بعد إطلاق النار، وكان يظن أنه أخطأه. غير أنه علم لاحقا بخبر موت الذئب من الصحافة، وذلك بعدما اكتشف جثة الذئب القتيل أحد الجوالين في الغابات.

بيرند شنايدر، من جمعية الصيادين في الولاية، قال إن الصياد الكهل تلقى تهديدات من نوع «حياة ذئب مقابل حياة 100 صياد»، و«إن قتل الذئب سيكلفك 20 إطارا سنتلفه في سيارتك»، و«صياد متقاعد مثلك سيعيش في خطر، وتأكد أننا سنصطادك». وفي ضوء هذه التهديدات، تقرر وضع الصياد تحت الحماية، كما تكفلت الشرطة بتوفير الأمن حول مقر جمعية الصيادين في هارتنفيلز.

ومن ناحيتها، رفعت جمعية الصيادين دعوى ضد مجهولين بتهمة التهديد بالقتل. إلا أن جمعية الرفق بالحيوان رفعت بالمقابل دعوى ضد الصياد بتهمتي «خرق قوانين الصيد» و«قتل حيوان مهدّد بالانقراض». وعلّق غونتر ديتر، من الجمعية، قائلا: «إن الرجل، وإن ظن الذئب كلبا سائبا، كان يعرف بوجود ذئب في الغابة من الأخبار والصحف». وفي هذه الحالة يصبح الصياد مهددا بغرامة مالية كبيرة أو بالسجن لمدة خمس سنوات كحد أقصى.