الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لا يدخن ولا يتناول الخمر لكنه مدمن على استطلاعات الرأي. هذا ما أكده نائب معارض اطلع على وثائق رسمية تشير إلى أن الرئاسة الفرنسية طلبت إجراء 264 استفتاء لحسابها في غضون سنتين، أي منذ تولى ساركوزي الحكم عام 2007 وحتى صيف 2009. ولم يصدر القصر أي رد حول الموضوع.
بفضل قانون يسمح لأعضاء البرلمان بالاطلاع على الوثائق الإدارية تمكن النائب عن أحزاب البيئة ريمون أفريلييه من مراجعة تلك القوائم، وقال: إنه قرأ وثائق تشير إلى أن «الإليزيه» - مقر الرئاسة الفرنسية - أنفق ما مجموعه 6.35 مليون يورو على استطلاعات للرأي، يدور قسم كبير منها حول شعبية ساركوزي وسياساته... وحتى علاقته بآخر زوجاته كارلا بروني.
وفي عام 2008، حين كان ساركوزي يعاني من هجران زوجته سيسيليا، تعرف على كارلا المغنية الإيطالية الجميلة التي كانت عارضة معروفة للأزياء، وأخذ يفكر بالارتباط بها، ويومذاك طلبت الرئاسة من مكتب متخصص في دراسات الرأي العام توجيه سؤال إلى الفرنسيين فحواه: «ما رأيكم بزواج ساركوزي المحتمل بكارلا بروني؟».
ما يجدر ذكره أن العلاقة بين «الإليزيه» ومؤسسات سبر الرأي العام ليست جديدة. إلا أن تقريرا لدائرة مراقبة الإنفاق الحكومي صدر عام 2009 انتقد إسراف الرئاسة في التعامل مع تلك المؤسسات ودفع المبالغ العالية لها. ولكن رغم الإنفاق الباهظ قلل ساركوزي من أهمية استطلاعات الرأي، خصوصا عندما راحت نتائجها تؤكد تفوق منافسه المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند عليه في السباق نحو الرئاسة الجديدة، وصرح أكثر من مرة: «هذه الأرقام لا تعني شيئا».