مواد «مسرطنة» في أكياس نوم الجنود الألمان

المخاطر تطال المتشردين الذين كانوا يحصلون عليها من منظمات الإغاثة

جنرال من سلاح الجو الألماني يسلم أكياس النوم إلى منظمة جوليفر (الصورة من أرشيف سلاح الجو)
TT

اكتشف خبراء البيئة الألمان مواد سامة في أنسجة أكياس النوم التي يستخدمها الجنود الألمان في عملياتهم بالخارج. وهذا قد يعني، فيما يعنيه، أن من يعود معافى من الجنود الألمان، من أفراد وحدات الجيش العاملة في الخارج (أفغانستان والقرن الأفريقي والبلقان)، ستتكفل السموم بإمراضه على المدى البعيد.

للعلم، دأب خبراء البيئة في مجلة «إيكو - تيست» المعروفة، منذ سنوات وفي كل عدد شهري، على فحص مختلف المواد، بدءا بحليب الأطفال وانتهاء بشامبو الشعر، والكشف عن مدى ضررها على البيئة وعلى صحة الإنسان. وكان خيارهم في عدد المجلة للشهر الجاري على أكياس النوم من مختلف الشركات المنتجة. وجاء في تقرير المجلة أن أكياس النوم التي يستخدمها الجيش الألماني نالت أدنى درجة تقييم بسبب السموم التي تحتويها.

الخبراء أخضعوا 15 نوعا من أنواع أكياس النوم السائدة في السوق لفحوصهم المخبرية، ونالت الأكياس من طراز «أ. أوليف»، التي يستخدمها الجيش الألماني، درجة «6» بسبب ما فيها من تركز عال من المواد المسرطنة (أي المسببة للأمراض السرطانية) على المدى البعيد. وأوضح ناطق باسم مجلة «إيكو - تيست» أن الخبراء عثروا على أكثر من مادة تسبب السرطان لمستخدمي الأكياس، وبتركز كان يكفي لحظر بيعها في السوق. ويمكن لهذه السموم عند النوم في درجات دافئة داخل الأكياس وعند حصول احتكاك مع جلد النائم أن يمتصها الجلد، أو يصار إلى استنشاقها أيضا عند تغطية الرأس.

ولقد تعقدت المشكلة أكثر بعدما كشفت الصحافة الألمانية عن كميات من هذه الأكياس يهديها سلاح الطيران الألماني سنويا إلى منظمة كنسية تتولى توفير الدفء للمتشردين عند حلول الشتاء. وإذ أعرب القس كارل هاينز إيفلاند، من محطة جوليفر لرعاية المتشردين، عن أساه لهذه التطورات، قال ناطق باسم وزارة الدفاع إن محققي الوزارة سيحققون في الموضوع بكل تفاصيله، لأنهم لا يريدون تعريض الجنود، ولا الفقراء، لمخاطر الأمراض السرطانية.

الناطق أكد أيضا أن الوزارة ستطالب الشركة الصانعة للأكياس بتعويضات لكل جندي تعرض لمضاعفات مرضية بسبب النوم في الأكياس. ولكن يبقى السؤال: من سيعوض المتشردين عما لحق بهم من أضرار؟