إعادة السنة الدراسية لا تساعد التلاميذ على تحسين وضعهم الدراسي

النسبة الأكبر من «المعيدين» فشلوا في السنة اللاحقة أيضا

TT

تقترب هذه الأيام فترة الامتحانات النهائية في المدارس الألمانية، ومع اقترابها يفكر آلاف الآباء في جعل أولادهم يعيدون السنة «طوعيا» بهدف «تقويتهم»، وبغية تحصيل علامات دراسية أفضل. لكن الدراسات العلمية والإحصائية تكشف أن مثل هذا الترسيب «الطوعي» لا يجدي نفعا.

كلاوس فينزل، رئيس نقابة المعلمين في ولاية بافاريا، قال لمجلة «العائلة» الألمانية إن تكرار السنة الدراسية «طوعا»، حسب معظم الدراسات التي أجروها، يثبت أن افتعال الرسوب لا يجدي نفعا، بل إنه ضار في الكثير من الأحيان. ويظهر من الدراسات أن النسبة الأكبر من «المعيدين» فشلوا في السنة اللاحقة أيضا، وكان فشلهم هذه المرة حقيقيا وليس مفتعلا.

وردا على سؤال حول ما إذا كان استمرار التلاميذ الكسالى مع الآخرين سيؤثر على مستوى التلاميذ النشطين أيضا، قال فينزل إن ذلك ليس أكثر من «خرافة». وعبر رئيس نقابة المعلمين عن قناعته بعدم وجود صفوف «متجانسة»، وإن تم عزل الكسالى في صفوف والنشطاء في صفوف أخرى. وسيرسب التلميذ المعيد مجددا ما دامت ظروف التعليم، الممتدة بين المعلم والتلاميذ والإدارة، لم تتغير ولم يغير هو موقفه منها.

انتقد فينزل الطريقة الألمانية التي تخصص معلما لكل صف، وامتدح الطرق الأميركية والبريطانية واليابانية والفنلندية، التي تخصص ثلاثة معلمين لكل صف. وقال إن مثل هذا الأسلوب يفسح مجالا أكبر للتلاميذ للاستفادة من المعلمين على مختلف أعمارهم وخبراتهم.

وحسب معطيات رئيس نقابة المعلمين، في ثاني أكبر ولاية ألمانية (11 مليون نسمة)، فإن الرسوب يكلف الدولة كثيرا. وعموما، يكلف التلميذ الدولة 5000 يورو كمعدل عندما يعيد السنة، ولأن معدل المعيدين في السنة يبلغ 160 ألفا، على المستوى الاتحادي، فإن المالية تتكلف 800 مليون يورو سنويا في المدارس فقط.