علاقة محتملة بين حليب البقر المبستر ومرض التصلب الانتشاري

وفق تقرير علمي نشرته مجلة ألمانية

TT

نقلت مجلة «نيورولوجي» الألمانية، في عددها لشهر يونيو (حزيران) الجاري، تقريرا علميا يتحدث عن علاقة محتملة بين التغذية على حليب البقر المبستر - أي المسخّن دون مستوى الغليان لفترة معينة قبل تبريده - إبان مرحلة الطفولة والإصابة بمرض التصلّب العصبي الانتشاري (MS) في سن متقدمة.

الباحثون من جامعة كريت في أيراكليون ومستشفى الأمراض العصبية في خانيا، وهما في جزيرة كريت اليونانية، تابعوا طرق تغذية المواطنين في كريت طوال 30 سنة كي يتمكنوا من الربط بين المرض الخطير وحليب البقر المبستر. وتوقّع العلماء، حسب تقريرهم في مجلة «نيورولوجي»، أن تؤدي عملية بسترة حليب البقر إلى تفاعلات جانبية تحدث تغييرات في تركيبة بروتينات الحليب، بما يعزّز مخاطر الإصابة بالمرض.

ولقد أشار الباحثون إلى أن التجارب تثبت أن حليب الماعز أفضل وأقرب إلى البشر من حليب البقر. ويحتوي الأخير على غليكوبروتينات يمكن أن تؤدي بسترتها إلى تفاعلات مختلطة. وتؤدي هذه التفاعلات المختلطة إلى نشوء بروتينات تضرّ بمادة الميالين، التي تحيط بالخلايا العصبية وتحميها، في الألبان وهو ما قد يؤدي إلى نشوء التصلب الانتشاري.

ومن ناحية التغذية لاحظ الباحثون وجود تغيّر في نمط تغذية السكان قد يكون سبب ارتفاع الإصابات بالتصلب الانتشاري في جزيرة كريت، حيث كانت نسبة الإصابة بهذا المرض بين عامي 1980 و1984 تبلغ 1,5 لكل 100 ألف مواطن، لكن هذه النسبة تضاعفت 3 مرات لدى الرجال، و4 مرات لدى النساء في الفترة بين 2005 و2008. خلال فترة الثمانينات المذكورة كان 86 في المائة من سكان قرى الجزيرة يتناولون حليب الماعز الطازج، لكن نسبتهم اليوم لا تزيد عن 35 في المائة بسبب تحولهم إلى تناول حليب البقر المبستر. وكانت نسبة الإصابة بالمرض قد ارتفعت في المدن من 2,1 إلى 7 لكل 100 ألف مواطن خلال نفس الفترة.

سبب ارتفاع النسبة بين النساء مجهول لتاريخه، لكن العلماء لاحظوا أن المصابات بمرض التصلب الانتشاري كن أكثر تدخينا من غيرهن وأكثر استخداما لحبوب منع الحمل. إلا أنهن، من ناحية ثانية، كن أكثر نجاحا من الناحية الاجتماعية في تكوين عوائل وإنجاب أطفال. وعلى أي حال كانت نسبة المرض بين الناس الذين تغذوا في السابق على حليب الماعز، وواصلوا حتى اليوم التغذي على هذا الحليب، لا تزيد عن 2,1 لكل 100 ألف، لكنها ارتفعت إلى 4,5 بين من تحوّلوا في الكبر إلى حليب البقر المبستر.