صحافي ألماني يكشف شروط العمل غير الإنسانية في بلاده

غونتر فالراف أمام المحكمة: سال دمي على الخبز

غونتر فالراف يحمل صورا تمثل عددا من الشخصيات التي تقمصها
TT

بلغ عمر الكاتب والصحافي الألماني المعروف غونتر فالراف 69 سنة، لكنه لم يكلّ حتى الآن عن التنكر والعمل في مختلف مناحي الحياة، ليكشف أسرار العمل وشروط العمل غير الإنسانية.

وبعد تقريره المثير مؤخرا عن شروط العمل القاسية في شركات نقل البريد السريع، ووصفه العمال هناك بالـ«عبيد»، وقف أمس أمام محكمة باد كرويتسناخ ليشهد ضد أصحاب مصنع لإنتاج الخبز بتهمة التعامل مع العمال باعتبارهم عمال سخرة وعبيدا. وقال فالراف أمام القاضي إنه جرح يده أثناء العمل، وسال دمه على الخبز، لكن العمال خافوا من وقف العمل واستبعاد الخبز الدامي خشية أن يفقدوا مواقع عملهم. ويشهد فالراف في القضية لأنه عمل في المخبز عدة أشهر متخفيا، ثم أقام العمال الدعوى ضد صاحب المخبز بتهمة إلحاق الأضرار الجسدية بالعمال.

اتهم فالراف المخبز أيضا بعدم توفير ما يكفي من السلامة للعمال، وعدم توفير أجواء صحية أثناء العمل. وقال إنه أحرق فكه ويديه عدة مرات خلال العمل، كما كانت السطوح في المخبز، البعيدة عن الأفران، ساخنة وتلحق بالعمال الحروق يوميا.

تعرض الكاتب إلى سيل من الأسئلة التي وجهها محامي الدفاع فرانز يوزيف شيلو، إلا أن الأخير فشل في إحراج الصحافي المتمرس. وقال فالراف، بعد تأجيل الجلسة، إنه عومل في المحكمة كمتهم وليس باعتباره شاهدا.

قبل المحكمة بأسبوع كشف فالراف في مقابلة تلفزيونية أنه عمل لأشهر في إيصال الطرود البريدية الثقيلة إلى أصحابها. ووصف العمل بالشدة قائلا إنه رياضي ولائق بدنيا رغم سنه، ويشارك في سباق الماراثون في كولون كل مرة، لكنه فشل، كما فشل السعاة الشباب، في تحمل شدة العمل ونقل الطرود الثقيلة.

يذكر أن فالراف نشر كتابه الشهير «الحضيض» في الثمانينات، حيث تنكر كعامل تركي (علي) وأدى مختلف الأعمال القاسية، من ضمنها التحول إلى «فأر اختبار» في أحد مراكز البحث، بل إنه صبغ نفسه باللون الأسود عام 2010 وقدم نفسه كأفريقي يبحث عن العمل، وكشف كيف كان يفشل كل مرة في إيجاد عمل، وكيف كان الناس يخشون الجلوس قربه في الترام.