جميلة بومزار والدة قاتل الشرطيتين الفرنسيتين: ليته قتلني أولا

سبق لها أن تقدمت بشكوى ضده لأنه يضربها

TT

«ليته قتلني أولا».. بهذه العبارة ردت جميلة بومزار، والدة قاتل الشرطيتين الفرنسيتين، على سؤال لصحافي محلي حول رأيها في ما ارتكبه ابنها الأحد الماضي. وأضافت «..لقد جنّ».

وأحيل عبد الله بومزار (30 سنة) إلى النيابة العامة في مدينة طولون، بجنوب فرنسا، بتهمة قتل الشرطيتين أودري بيرتو وأليسيا شامبلون، ليلة الأحد الماضي. كما وُجّهت لصديقة المتهم، وهي فرنسية تبلغ من العمر 20 سنة، تهمتا التواطؤ وإخفاء أدلة جرمية.

الجريمة الأولى من نوعها في تاريخ سلك الدرك الفرنسي أثارت استنكارا واسعا، على الصعيدين الرسمي والشعبي، خصوصا أنها استهدفت شرطيتين شابتين أثناء تأديتهما الخدمة. وفي حال إدانة المتهم، الذي اعترف بجريمته التي ارتكبها تحت تأثير الكحول، فإنه قد يعاقب بالسجن المؤبد. ومن ناحية أخرى، ستقام غدا الجمعة، في ثكنة طولون، مراسم لتكريم للشرطيتين القتيلتين بحضور وزير الداخلية الفرنسي.

كانت الشرطيتان قد توجهتا إلى شقة المتهم في قرية كولوبريير، إلى الشمال من طولون، في ساعة متأخرة من ليل الأحد الماضي، لفض عراك صاخب بينه وبين جار له يتهمه بسرقته. لكن عبد الله بومزار، ذا السجل العدلي الحافل، تمكن من انتزاع مسدس إحدى الشرطيتين وأطلق عليها النار داخل شقته ليرديها قتيلة، كما لاحق زميلتها إلى الشارع وقتلها بعدة طلقات. لكن في الليلة نفسها تمكّنت الدوريات الكثيفة التي توجّهت إلى المنطقة من إلقاء القبض على الجاني وصديقته.

هذه الجريمة أعادت فتح الجدل حول مدى تطبيق قانون ينصح القضاة بتشديد العقوبات على المذنبين والمجرمين الذين يكررون جرائمهم. وهو القانون الذي صدر في عهد وزيرة العدل السابقة رشيدة داتي، ووعد الرئيس الجديد فرانسوا هولاند، خلال حملته الانتخابية، بالتراجع عنه. وبحسب ملفه العدلي فإن بومزار أمضى عدة أحكام بالسجن الفعلي، ولوحق في قضايا سرقة وأعمال عنف، كانت آخرها يوم 13 يونيو (حزيران) الحالي حين وقف أمام محكمة الجزاء في طولون بعدما تقدّمت والدته بشكوى ضده لأنه يضربها وكاد يهشم رأسها. كما صرح شوقي بومزار، شقيق المتهم، بأن عبد الله، رغم مظهره القوي وقامته المديدة، كان منهارا نفسيا بسبب وفاة أبيه وهو في السجن، وكان يمكن له، لإفراطه في الشرب، أن يقتله شخصيا أو يقتل والدته.