قاضٍ ألماني يرفض دعوى «وقف» قرع نواقيس الكنيسة

الشاكي قرر رفع القضية إلى المحكمة العليا

TT

لا يرتبط تاريخ قرع النواقيس بالكنائس المسيحية، بدليل أن سلالة شانغ الصينية اخترعت قرع النواقيس قبل ميلاد المسيح بنحو 1600 سنة، كي تذكر الناس بـ«انبعاث» حكم سلالتهم المالكة كلما توج ملك شاب إثر موت سلفه.

كان هذا، بالذات، منطق رجل من بلدة رمشالدن، في ولاية بلاتينية الراين، طالب المحكمة الإدارية في مدينة مانهايم بوقف قرع نواقيس الكنيسة البروتستانتية التي يسكن قربها. والطريف في الأمر أن الرجل قال أمام القاضي إنه مسيحي «مؤمن» يزور الكنيسة بانتظام ويقرأ الإنجيل بورع منذ نعومة أظفاره. ولكن يبدو أن مشكلة الرجل مع النواقيس، التي تقرع بانتظام في الساعة السادسة صباحا من كل يوم أحد، هي أنها تزعجه أثناء قراءته الإنجيل. ونفى الرجل أن تكون النواقيس تزعج نومه، مشيرا فقط إلى أن ضجيجها يعرقل اندماجه الروحي في النص المقدس، ويدفعه إلى الانقطاع عن التأمل في الخالق والكون.

المحكمة الإدارية في مانهايم رفضت شكوى الرجل، ورأت أن قرع النواقيس صباح الأحد «لا يزعج أي إنسان، بل ينسجم تماما مع تقاليد المجتمع المسيحي». واستند القاضي في قراره إلى نص ديني يقول: «إن قرع النواقيس يبعد الأرواح الشريرة عن الناس»، وهو نص مستمد من الكتاب المقدس، وإلى نص دنيوي يقول بضرورة «مراعاة ساعات نوم وراحة المواطنين بين الساعة العاشرة مساء، والساعة السادسة صباحا»، وهو نص مستمد من «قانون حماية المواطن الألماني» من المنغصات.

وعلى الأثر تراجع العبد «المؤمن» بعد قرار المحكمة عن طلب وقف قرع النواقيس، غير أنه طالب بتأجيله إلى الثامنة صباحا، لكنه لم يفلح أيضا في إقناع القاضي. ولهذا فقد قرر الطعن في القرار أمام المحكمة الألمانية العليا ومقرها في مدينة كارلسروهه.

جدير بالذكر، في هذه المناسبة، أن المصريين القدماء في مدينة طيبة كانوا يقرعون النواقيس في مدينتهم للتحذير من الكوارث وانتشار الأوبئة.