بينما كانت الناشطة الاشتراكية أكسيل لومير تشارك في برنامج تلفزيوني يُبثّ على الهواء، مساء أول من أمس، تلقت اتصالا هاتفيا من رئيس الجمهورية فرانسوا هولاند ليعرض عليها منصب وزيرة دولة لشؤون الفرنسيين المقيمين في الخارج. إلا أن لومير، التي تحدثت مع الرئيس لبرهة وجيزة أثناء فاصل إخباري، شكرت هولاند على ثقته فيها، واعتذرت عن قبول العرض لأنها لا تريد تغيير نمط حياتها، لا سيما وأنها أُم لطفلين صغيرين.
الرفض المهذب شغل اهتمام وسائل الإعلام في باريس لأن هذه واحدة من المرات النادرة التي يرفض فيها ناشط حزبي حقيبة وزارية. لكن المقرّبين من لومير لم يفاجئهم موقفها لأنها سعيدة في حياتها الخاصة والعملية الراهنة، ذلك أنها تقيم وتعمل في لندن.
أكسيل لومير (37 سنة) المولودة في إقليم كيبيك في كندا لأُم فرنسية وأب كندي، نشأت في مدينة مونبلييه، الشهيرة بجنوب فرنسا، ثم دخلت جامعة السوربون في باريس حيث درست الأدب الحديث وحصلت على دبلوم الدراسات المعمقة في العلوم السياسية. ومنذ 10 سنوات انتقلت للإقامة في العاصمة البريطانية، حيث نالت «الماجستير» من كلية «كيغز كوليج» بجامعة لندن، وهناك عملت في مكتب للمحاماة كما تولت تدريس القانون في الجامعة.
ولقد عملت لومير لعدة سنوات في مكتب النائب العمالي دينيس ماكشاين في مجلس العموم البريطاني، ونشطت في صفوف الحزب الاشتراكي الفرنسي حيث كانت أمينة السر لفرع لندن. وبهذه الصفة خاضت الانتخابات التشريعية التي انتهت، في فرنسا، الأحد الماضي، وفازت بمقعد نيابي عن دائرة الفرنسيين المقيمين خارج البلاد. وللعلم، لا تتطلب النيابة من لوميير تغيير مكان إقامتها بعكس الدوام اليومي المكثف الذي تتطلبه الوزارة، خصوصا أنها مكلفة بالعمل في صفوف الفرنسيين المهاجرين وحيث تعتبر العاصمة البريطانية نقطة تجمع كبيرة لعشرات الآلاف منهم.