هدية «مسمومة» إلى شيراك في عيد ميلاده

حملة اشتراكية للتذكير بأنه «عجوز» من جيل بريجنيف

TT

تبدأ في فرنسا حملة اعلانية تتزامن مع بلوغ الرئيس جاك شيراك التاسعة والستين من العمر، نهار الخميس المقبل. وتهدف الحملة الى لفت انظار الفرنسيين، بشكل غير مباشر، الى ان شيراك سيصبح رئيسا «عجوزا» متقدما في السن، اذا فاز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي تجري في الربيع المقبل.

وصمم ملصقات الحملة خبير الدعاية السياسية جاك سيجيلا، وهي تتضمن صورة لشيراك مع الزعيم السوفياتي ليونيد بريجنيف وعبارة تقول: «منذ عام 1976 كان احدهما يعرف الآخر». وتوفي بريجنيف عام 1982 عن 76 عاما بعد ان ظل متشبثا، رغم تدهور صحته، برئاسة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي حتى الرمق الاخير.

واعربت اوساط «الاليزيه» عن امتعاضها من هذه الحملة التي يعتقد ان وراءها الحزب الاشتراكي الذي يتنافس على الحكم مع حزب التجمع من أجل الجمهورية الذي يقوده شيراك. وسربت تلك الاوساط انه سأل رئيس وزرائه الاشتراكي ليونيل جوسبان عن نيات الاشتراكيين للاحتفال بعيد ميلاده، واصفا اياها بـ«المفاجآت السارة»، وذلك عندما كانا يحضران معا القمة الفرنسية ـ الالمانية التي جرت قبل يومين في «نانت» غرب فرنسا.

وتشعر اوساط «الاليزيه» بالغضب من هدية «مسمومة» اخرى يستعد خصوم شيراك لتقديمها اليه في يوم ميلاده، في حضور الصحافة وكاميرات التلفزيون. والهدية هي صندوق ينقله احد السعاة الى القصر الرئاسي وفي داخله مجموعة من بطاقات السفر الوهمية، في اشارة الى تحقيق قضائي جرى، مؤخرا، حول سفريات خاصة قام بها شيراك وعائلته وسدد اثمانها نقدا. وثارت شكوك حول ان الرئيس دفع الثمن من المخصصات السرية التي يتمتع بها كبار المسؤولين والوزراء، او ما يسمى بـ«الحقائب السود».

ويرى مساعدو الرئيس في الحملة الجديدة «هجوما شخصيا»، وبادروا الى حملة مضادة تقوم على التذكير بان الفارق في السن بين شيراك وخصمه جوسبان هو اربع سنوات فقط، وان معظم الفرنسيين يعتبرونهما من جيل واحد. وقال احد اصدقاء شيراك للصحافيين، امس، «ان مشكلة جوسبان هي فشله في احتلال موقع الفتى الاول» على غرار نجوم السينما. هذا مع ملاحظة ان الرئيس يتحايل لابقاء شعره اسود، بينما يشتعل رأس رئيس الوزراء شيبا.

وتتهكم الصحافة على هذه المعارك الصغيرة بين اقوى رجلين في البلد بينما يعج العالم بالاحداث الكبيرة، من افغانستان الى فلسطين. وكتبت «لوفيجارو» امس: «الا يكفي شيراك، كهدية في عيد ميلاده، انه سيضطر الى قضاء العيد مع جوسبان في لندن لحضور القمة الفرنسية ـ البريطانية؟».