دار النشر الفرنسية «غاليمار» تشتري «فلاماريون»

الصفقة قيمتها 251 مليون يورو

تيريزا كريميسي
TT

وافقت مجموعة «آر سي إس ميديا غروب» الإيطالية المتخصصة بالصحافة والمطبوعات، على عرض تقدمت به دار «غاليمار» الفرنسية العريقة للنشر، لشراء دار «فلاماريون» للنشر والتابعة للمجموعة. وحسب بيان صدر أمس، فإن قيمة الصفقة 251 مليون يورو.

تأتي هذه النقلة بعد سلسلة من ابتلاع دور النشر الفرنسية الكبيرة للدور الأصغر منها. وكذلك بسبب الضائقة المالية التي تمر بها المجموعة الإيطالية التي تنشر جريدة «كورييري ديلا سيرا» اليومية المرموقة، إذ بلغت ديونها 980 مليون يورو. وتمتلك المجموعة أيضا دار النشر الإيطالية «ريزولي»، وصحيفة «إل موندو» - إحدى كبرى اليوميات في إسبانيا.

وفي حال إتمام الصفقة، تكون «فلاماريون»، التي أسست عام 1875، في الرقم 26 من شارع راسين في باريس على يد إرنست فلاماريون، قد انتقلت مرة ثانية إلى مالك جديد. وبعد بقائها في يد عائلة مؤسسها، مع شركاء لهم، لأكثر من قرن وربع القرن، اضطر الورثة في مطلع الألفية الثالثة إلى بيع حصصهم فيها للشركة الإيطالية. وفي 2005، تركت الناشرة الإيطالية، سكندرية المولد، تيريزا كريميسي موقعها كمديرة للنشر في «غاليمار» وانتقلت إلى إدارة «فلاماريون». وإذا كان مؤسس الدار قد بدأ مغامرته لمجرد أن يطبع كتابا عن شقيقه عالم الفلك نيكولا كاميل فلاماريون، فإن رواج الكتاب شجعه على مواصلة النشر والتشارك مع المكتبي الباريسي شارل ماربون لطبع كتب تتوجه لعموم القراء وليس للنخبة فحسب. وبعد ذلك، توسعت الدار واشترت مكتبة في بروكسل، وضمت إلى قائمة المتعاملين معها مؤلفين كبارا مثل فيكتور هوغو وإميل زولا. كما صارت تمتلك عدة شركات وافتتحت فرعين في بلجيكا وكندا. وبين أواسط الثمانينات وأواسط التسعينات من القرن الماضي، احتلت «فلاماريون» مكانها في الصف الأول لدور النشر الفرنسية، لا سيما بعد أن تسلمت إدارة مطبوعاتها فرانسواز فيرني، الملقبة بـ«كاهنة النشر» في فرنسا. ثم جاء انضمام الروائي الإشكالي ميشال ويلبيك إلى قائمة مؤلفي الدار ليدعم مكانتها، بعد أن بدأت كتبه تترجم في العالم كله وحصل على جائزة «غونكور» الأدبية الرفيعة للرواية، عام 2010.