إسبانيا تشهد أشد موجة حر منذ مائة سنة

بلغت 30 درجة مئوية في مدريد أثناء الليل

TT

تعيش إسبانيا هذه الأيام أشد موجة حر تشهدها منذ نحو مائة سنة، وقد أعلنت 36 محافظة من محافظاتها حالة الطوارئ بسبب الارتفاع غير الطبيعي لدرجات الحرارة، التي لم تنخفض في بعض المناطق ليلا عن 27 درجة مئوية، بل بلغت في العاصمة مدريد ليلة الثلاثاء - الأربعاء في الساعة الثانية فجرا 30 درجة.

من ناحية أخرى، اقتربت الحرارة في محافظتي قادش وغرناطة الأندلسيتين نهارا من 40 درجة مئوية، وتجاوزت الـ40 في سيوداد ريال وجنوب مدريد وطليطلة (بوسط البلاد)، وسجلت 39 درجة في ألباسيتي (البسيط بالعربية) وشمال مدريد وغوادالاخارا (وادي الحجارة بالعربية) وولبة وخايين (جيّان بالعربية) وأشبيلية وقرطبة. أما في شمال إسبانيا فوصلت في بعض المدن الشمالية إلى 39 درجة، كما هو الحال في محافظة سرقسطة، ولامست الـ38 في نابارا. كذلك فإنها تجاوزت الـ38 في بعض مناطق جزر الكناري (الواقعة في المحيط الأطلسي)، كما وصلت إلى 36 درجة في مدينتي بلنسية وأليكانتي، المطلتين على البحر الأبيض المتوسط، في شرق البلاد.

فرناندو بيلدا، أحد المسؤولين في مديرية الأرصاد الجوية، قال إن موجة الحر هذه «خارجة عن الحد الطبيعي، إذ تجاوزت درجات الحرارة كل ما هو مسجل في تاريخ دائرة الأرصاد الجوية»، وتابع متوقعا أن تظل الحرارة في النصف الجنوبي من البلاد ضمن حدود الـ40 والـ41 درجة مئوية حتى نهاية الأسبوع، ومقابل ارتفاعها في بلنسية وأليكانتي، ستبدأ بالاعتدال في النصف الشمالي. وعقّب مصدر آخر في المديرية بالقول إن المدن التي تكثر فيها البنايات والمنشآت الإسمنتية والمكسوة شوارعها بالإسفلت تعاني من ظاهرة ارتفاع الحرارة أكثر من غيرها، خاصة في المساء، لأن كل هذه المواد تختزن حرارة الشمس لتبعثها مساء.

وفي ضوء هذا الواقع، ناشدت وسائل الإعلام المواطنين اتخاذ إجراءات وقائية لتجنب آثار الحر، وضرورة شرب السوائل بكثرة وتجنب المشروبات الكحولية والكافيين، ومحاولة تحاشي التعرض لأشعة الشمس. كذلك نظم الصليب الأحمر الإسباني حملة واسعة للمساعدة في تخفيف آثار ارتفاع درجة الحرارة، واتصل بكبار السن للاستفسار عن أحوالهم وتوضيح ما عليهم اتباعه خلال هذه الموجة، خاصة إذا واجهوا حالات انخفاض الضغط أو الإنهاك، ونصحهم بتجنب الخروج من المنازل، وبارتداء القبعات أو حمل المظلات، والابتعاد عن الغرفة المشمسة، وضرورة إسدال الستائر.