أبناء المهاجرين أفضل تأهيلا وأصغر سنا من أبناء الألمان

حسب دراسة مسحية جديدة

TT

يعرف كثيرون، ووفق الكثير من الدراسات، أن أبناء المهاجرين إلى ألمانيا أقل فرصا من أبناء البلد الأصليين في الحصول على فرص العمل. بل إن فرص أبناء الأجانب في إكمال الدراسة الإعدادية، والحصول على التأهيل المهني، أقل بكثير من فرص أبناء الألمان.

تشير دراسة جديدة الآن إلى هذا الواقع، إلى جانب أن أبناء المهاجرين أفضل تأهيلا وأصغر سنا من نظرائهم الألمان. وهذه نتيجة توصل إليها معهد الدراسات الاقتصادية الألماني بتكليف من مجلة «الأسبوع الاقتصادي» المرموقة. واعتبرت المجلة أبناء المهاجرين، على هذا الأساس، «مكسبا» للاقتصاد الألماني وليسوا عبئا، كما يتصور البعض.

حسب الدراسة، التي شملت الوافدين الجدد إلى ألمانيا خلال العقد الماضي من السنين، فإن 25% من هؤلاء المهاجرين، من أعمار تتراوح بين 25 و65 سنة يحملون شهادات التخرج من الجامعات والمعاهد، في حين أن هذه النسبة، قياسا بعموم المواطنين المقيمين في ألمانيا، من نفس الفئة العمرية، لا تزيد عن 18%.

الدراسة شملت سوق العمل أيضا، بمعنى الباحثين عن عمل من هذه الفئة العمرية، فاتضح أنها مماثلة للنسب المذكورة أعلاه. ومن ناحية السن كان المهاجرون وأبناؤهم، من هذه الفئة العمرية، أصغر بعشر سنوات كمعدل عام من الألمان. وكان 85% من المهاجرين بين عامي 1999 و2009 هم من عمر قادر على العمل، في حين كانت هذه النسبة مجرد 66% بين الألمان.

هذه المعطيات تعني، حسب تقديرات المجلة الاقتصادية، أن العمل مع أبناء المهاجرين «ضمانة عمل» أفضل مستقبليا، لا سيما أن المجتمع الألماني يشيخ، كما هو معروف، وتزداد فيه فئة المتقاعدين باطراد، في حين يتوالد المهاجرون أكثر وأسرع.

ومن جهة ثانية كان تقرير الاندماج السنوي الذي درسه البرلمان الألماني قبل شهر قد أشار إلى تقلص الفجوة بين أبناء المهاجرين وأبناء الألمان من ناحية التحصيل الدراسي. وجاء في التقرير أن نسبة تاركي الدراسة بين الأجانب، في المرحلة الابتدائية، انخفضت إلى 3% فقط، في حين ارتفعت نسبة المنتقلين إلى الجامعات والمعاهد إلى 10%، وحصلت نسبة 50% منهم تقريبا على شهادات الدراسة في المدارس الإعدادية والمهنية، وبلغ البقية منهم مراحل متقدمة في المدارس. وحسب تقدير الدراسة كانت هذه النسب بين عوائل المهاجرين أفضل مما هي عليه بين العوائل الألمانية من نفس المستوى الاجتماعي.