عامل ينتقم من كاتدرائية إسبانية وسرق منها مخطوطا يعود للقرن الثاني عشر

يقدر ثمنه بـ6 ملايين يورو.. وباعه بمليون

صورة للمخطوط المسروق
TT

ألقت الشرطة الإسبانية يوم أول من أمس القبض على شخص لم تصرح باسمه، بعد اتهامه بسرقة مخطوط من مكتبة كاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا، شمال إسبانيا، قبل سنة، كما أوقفت زوجته وابنه لتسترهما على السرقة.

اللص الموقوف كان قد عمل في الكاتدرائية لعدة سنوات قبل تسريحه من العمل قبل سنة. وبنية الانتقام من الكاتدرائية فإنه أقدم على سرقة المخطوط. وتشك شرطة التراث التاريخي في إسبانيا، التي تتابع التحقيق حاليا، بأن الرجل باع المخطوط إلى أحد مهربي الآثار الفنية، وذلك في أعقاب عثورها في منزله على مبلغ مليون يورو، بجانب عثورها في حوزته على قطع فنية أثرية قديمة من الممكن أن يكون قد سرقها أيضا من الكاتدرائية.

يذكر أن شرطة التراث التاريخي كانت قد تتبعت حركات اللص منذ فترة، وسجلت مكالماته الهاتفية بعد الشك بأنه هو من سرق المخطوط، ومن ثم داهمت منزله يوم الثلاثاء. وبالأمس صرح مصدر مسؤول في الشرطة بأنه «لم يبد رغبة في التعاون مع الشرطة».

أما عن المخطوط، فإنه يعتبر من أهم المخطوطات الأوروبية، وينسب إلى البابا كاليكيستو، ولهذا يسمى «دستور كاليكستو» (كوديكس كاليكستينوس)، وهو عبارة عن دليل حول طريق زيارة كاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا، وفيه يشرح للزوار معالم الطريق إلى الكاتدرائية، ويقدم نصائح للمسافرين ويصف الأماكن التي يمر بها المسافر وأماكن الاستراحة. كذلك فإنه يقدم وصفا للزائرين الذين كانوا يزورون المكان.

ثم إن المخطوط مزود أيضا بصور وفهرس شامل، ويبلغ طوله 30 سم وعرضه 21. وهو يقع في 225 صفحة، وكان محفوظا في الكاتدرائية ذات المكانة الرفيعة عند المسيحيين منذ ثمانية قرون. إلا أنه فقد يوم 5 يوليو (تموز) من العام الماضي، وأثار فقدانه في حينه ضجة ومناقشات حول ضرورة فرض مراقبة أشد على المكتبات والمتاحف، واتخاذ إجراءات إضافية لحمايتها. ويومذاك صرح خوسيه ماريا دياث، أحد المسؤولين في الكاتدرائية، «لم نجد أي أثر يدل على أن الأبواب قد فتحت بالقوة أو تعرضت للكسر، كما أن المفاتيح كانت في مكانها»، وأضاف: «إن المخطوط لم يخرج من مكانه إلا في مناسبتين، الأولى عام 1975 والثانية 1993، للمشاركة في معرض».