تغريم طبيبة ألمانية عالجت الجرح بمادة منظفة للأجهزة الجراحية

بررت خطأها بالتشابه بين قناني مواد التطهير والتعقيم

TT

هناك في عالم الطب والجراحة فرق كبير بين مفهومي «التطهير» و«التعقيم»، لأن الأول يعني تطهير الجرح من الجراثيم، في حين يعني الثاني تنظيف المواد الجراحية المستخدمة.

غير أن طبيبة ألمانية أخطأت، بعد إجراء عملية جراحية، فعالجت الجرح بمادة تستخدم في تنظيف وتعقيم الأجهزة الجراحية بدلا من المادة المطهرة التي تستخدم لحماية الجروح من التهابات ما بعد العملية. وكانت النتيجة التسبب للمريضة بأضرار نفسية وجسدية لا تختلف عن مضاعفات الأخطاء الطبية الشائعة الأخرى.

وحكم قاضي محكمة ولاية الراين الشمالي ويستفاليا، في مدينة كولون بغرب ألمانيا، على الطبيبة بدفع تعويض مقداره 6000 يورو للمريضة «مقابل ما لحقها من ضرر». وقال القاضي إن خطأ الطبيبة كان «بالغا» و«غير مبرر» في عالم الجراحة، وتسبب ذلك الخطأ للمريضة بآلام استمرت لعدة أسابيع بسبب المواد المقرحة التي تحتويها المادة المطهرة. يذكر أن المريضة (43 سنة) كانت قد خضعت للعملية الجراحية في العيادة الطبية النسائية التابعة لجامعة كولون، وذلك لاستئصال كيس خراج في الثدي الأيسر. وأجرت الطبيبة العملية بنجاح إلى أن حان وقت تطهير الجرح بعد العملية، وعندها استخدمت لـ«غسل» الجرح الناجم عن العملية مادة الـ«تيرالين»، التي تستخدم عادة لتعقيم الأجهزة.

وبررت الطبيبة الخطأ أمام القاضي بقولها إن الشركة المنتجة للمواد الطبية تعبئ مواد التطهير ومواد التعقيم في قناني من الشكل والحجم نفسه. وأضافت أنها لم تكن تتعمد الإضرار بالمريضة، كما أن الأخيرة لم تتعرض لأي مضاعفات ناجمة عن العملية نفسها. إلا أن القاضي اعتمد في حكمه على تقرير لخبراء في الطب جاء فيه، «إن التئام الجرح تأخر عند المريضة، بسبب غفلة الطبيبة، لفترة ستة أشهر». ومع أن الخطأ لم يترك ندوبا على جسد المريضة، فإنه أصابها بحالة خوف لمدة طويلة. بقي أن نشير إلى أن محكمة كولون الأولى كانت قد حكمت لصالح المريضة أيضا، بتعويض يبلغ 4000 يورو، لكن المريضة أصرت على استئناف القضية مطالبة بمبلغ 30 ألف يورو.