إسبانيا: العثور على مخطوط سانتياغو دي كومبوستيلا في كيس قمامة

بعد يوم واحد من توقيف المشتبه بأنه سارقه

TT

بعد إلقاء القبض يوم الثلاثاء، على المشتبه به بسرقة مخطوط «دستور كاليكستو» من مكتبة كاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا، بشمال غربي إسبانيا، استطاعت الشرطة الإسبانية العثور على المخطوط نفسه يوم أول من أمس (الأربعاء) داخل كيس للقمامة.

كانت عملية البحث عن المخطوط الثمين النادر قد شملت عدة منازل تعود ملكيتها للمشتبه به أو لأفراد عائلته أو لأقربائه في مدن سانتياغو دي كومبوستيلا وغروبي ونيغريرا، غير أنها باءت بالفشل. لكن الأجهزة الأمنية كثفت حملة التفتيش التي امتدت لاحقا إلى مدينة ميجاديرو الصغيرة، وهناك في مرأب أحد منازل المدينة عثر الشرطيون ورجال التحري على المخطوط محفوظا في كيس للقمامة مخبأ بين كتل من الطابوق والأخشاب والأسلاك وأكياس القمامة.

يذكر أن المشتبه به، وهو عامل كهرباء سبق أن سرح من العمل في الكاتدرائية القديمة الكبيرة فقرر الانتقام بسرقة المخطوط، قد اعتقل في وقت سابق من الأسبوع وأوقف معه زوجته وابنه وخطيبة ابنه، ثم قرر قاضي محكمة سانتياغو دي كومبوستيلا إطلاق سراح الابن وخطيبته على ذمة التحقيق، ولا يزال التحقيق مستمرا.

إلى ذلك، أشارت الأنباء إلى أنه في لحظة العثور على المخطوط هتف أحدهم «هذا هو المخطوط»، الذي كان ملفوفا بورق الجرائد، داخل صندوق من الكارتون، وقال شاهد عيان «لقد اكتشف المخطوط في مكان لا يمكن تصوره، مع كتابين آخرين، وجاء بعد لحظات فقدان الأمل في العثور عليه». وعلى الأثر، قامت الشرطة بنقل المخطوط بحماية 5 سيارات حراسة، إلى الكاتدرائية لعرضه أولا على رئيس الأساقفة خوليان باريو، للتأكد تماما من أنه هو المخطوط المطلوب. ولاحقا أعيد لفه بقماش أبيض، تمهيدا لحمله إلى لجنة حماية التراث لكي تجري فحوصها عليه، والتأكد من أنه لم يتعرض لأي تلف أو ضرر. وحسب التقرير المبدئي للشرطة فإن المخطوط لم يتعرض لأي ضرر، لكن الجهات المعنية تقول إن الكلمة الأخيرة تعود للجنة فحص حماية التراث التي ستتولى إعداد تقرير خاص في هذا الشأن. وإضافة إلى المخطوط، عثرت الشرطة في أحد منازل المشتبه به على مبلغ مليون يورو، وساد الاعتقاد سابقا بأنه ثمن بيعه للمخطوط، وعثر في مكان آخر على مبلغ مائتي ألف يورو، وبعض التحف الآثارية.

يذكر أن المخطوط كان قد سرق يوم 5 يوليو (تموز) من العام الماضي، وهو يعد من أهم المخطوطات الأوروبية، وهو أول كتاب في أدب الرحلات في أوروبا، وينسب إلى البابا كاليكستو. وهو من أهم محفوظات كاتدرائية سانتياغو دي كومبوستيلا، ذات الأهمية المسيحية العالمية، منذ ثمانية قرون.