أصبح من المعتاد أن تركب الحافلة أو قطار الأنفاق، بعد يوم عمل متعب، ولا تجد مكانا للجلوس، لأن البعض يضعون حقائبهم أو يمدون أرجلهم على المقاعد الفارغة. لكن هذه الحالة ليست أكثر ما يزعج الألمان أثناء السفر بواسطة وسائل النقل العامة داخل المدن.. فالهاتف الجوال، على الرغم من كل منافعه التقنية للبشر، أصبح عامل الإزعاج الرئيسي للمسافرين في الحافلات والترامات، وخصوصا حينما يتحدث مستخدمه بصوت عال.
صحيفة «إكسبريس»، التي توزع أكثر من مليون نسخة يوميا، أرادت أن تعرف أكثر المزعجات أثناء السفر في وسائل النقل العامة في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا، التي يسكنها نحو 20 مليون نسمة. وكان استخدام الهاتف الجوال بصوت عال، وخصوصا في مناقشة شؤون خاصة، أو الشجار مع الزوج، أكثر هذه المنغصات، وصوت لها 27 في المائة من 2000 مسافر استطلعت الصحيفة آراءهم.
صعود الحافلات والترامات بصحبة الدراجات، في ساعات الزحام، جاء في المرتبة الثانية من هذه المنغصات وصوت له 20 في المائة من المسافرين.. فالدراجات الهوائية تعرقل طرق الخروج والدخول وتحتل مساحات كبيرة عند المداخل والمخارج. في المرتبة الثالثة (18 في المائة) جاءت الروائح الكريهة التي تنطلق من أجساد بعض «المعادين» للاستحمام، الذين «يقرص» الماء أجسادهم، وهي حالة تتفاقم أثناء الزحام وفي أيام الصيف الحارة.
يأتي بعد ذلك الاستماع إلى الموسيقى بصوت عال على الرغم من وضع سماعات الأذن، وهي حالة تتعلق بالمراهقين والشباب من الجنسين (11 في المائة)، ثم تناول الوجبات الخفيفة ذات الروائح الفواحة، وخصوصا الشاورمة (9 في المائة)، يلي ذلك وضع الحقائب على المقاعد الفارغة (7 في المائة)، وتجاذب أطراف الحديث بصوت عال (6 في المائة)، وأخيرا وضع زجاجة المرطبات، أو قدح القهوة الورقي على المقعد المجاور (2 في المائة).
مصائب قوم عند قوم فوائد، ولهذا فهناك بعض المستفيدين من ظاهرة المنغصات أثناء السفر. أحد المستفيدين هي «خبيرة» من العاصمة برلين تعطي النصائح، على الجوال، في كيفية مواجهة «المزعجين» مقابل مبلغ بسيط. وتقول الخبيرة إن المزعجين لا يعرفون، في معظم الحالات، أنهم يزعجون المسافرين، ولذلك فلا بأس من تنبيههم بلطف وبابتسامة عريضة.