ألمانيا: انقضاء العصر الذهبي للسياحة

محكمة فرانكفورت تضع جدولا بالتعويضات المحتملة عن مثالبها

TT

ما عادت الشروط السياحية، حالها حال كثير من أمور الحياة العامة اليوم، تنطبق مع ما هو مطروح في كاتالوغات السياحة. بل صار من المعتاد أن يُفاجأ السائح في «الفردوس» الموعود عبر البحار، بغرفة تنقصها المياه، أو بحوض سباحة يفتقر للشروط الصحية، بل وربما بمرافق صحية معطوبة.

محكمة فرانكفورت في ألمانيا انشغلت في المواسم السياحية السابقة بعدد هائل من الشكاوى، وطلبات التعويض، التي يقدمها السائحون الألمان ضد الشركات السياحية، إلى حد أنها وضعت أخيرا جدولا بأهم النواقص المحتملة في الشروط السياحية، ووضعت مقابلها مبالغ التعويضات المحتملة التي قد تدفعها الشركات كتعويضات عما لحق بالسياح من أضرار صحية ونفسية. ويبدو الجدول، كما نشرته بعض الصحف الألمانية، كالآتي: وضع الغرفة لا ينطبق مع الأوصاف المطروحة في الكاتالوغ السياحي: 20 - 30 في المائة من تكلفة السياحة كتعويضات. عطل المرافق الصحية: 15 في المائة تعويضات. حشرات في الغرفة: 10 - 50 في المائة تعويضات (تبعا لنوع الحشرات والضرر الناجم عنها). لا وجود لخدمة غرف: 25 في المائة تعويضات. ثم يلي ذلك في المرتبة الخامسة ضوضاء في الليل: 10 - 40 في المائة تعويضات (حسب نوع الضوضاء ومدتها). طعام رديء أو لا يمكن تناوله: 20 - 40 في المائة تعويضات. أحواض سباحة ملحقة بالفندق غير نظيفة: 10 في المائة. بل إن الشكاوى من عدم وجود حوض سباحة على الرغم من ذكر ذلك في الكاتالوغ كثرت في الآونة الأخيرة، واضطرت المحكمة لأن تدرجها في المرتبة الأخيرة بتعويضات قدرها 20 في المائة. ومن الحالات الشائعة الأخرى، التي تعاملت معها محكمة فرانكفورت كمثالب أقل تأثيرا في متعة السياحة، هي انعدام التلفزيون في الغرفة، أو وجود تلفزيون لا يعمل (5 في المائة)، وغرفة «مقابل البحر» لا تواجه البحر (5 في المائة).

ولقد تعاملت محكمة فرانكفورت مع الجدول بمثابة «دليل عمل» للمحاكم الألمانية الأخرى، مع دعوة وجهتها إلى القضاة بضرورة مراعاة أن فندقا من مستوى «ثلاثة نجوم» في تايلاند، مثلا، لا يرقى إلى مستوى فندق «ثلاثة نجوم» في ألمانيا. والطلب من السائح الشاكي أن «يوثّق» النقص بالصور والأدلة كي لا يفقد حقه في الحصول على التعويضات.