فرنسا: هل يوصل الاسم العربي صاحبته إلى الوزارة؟

سيغولين روايال تنكر هفوتها بخصوص وزيرة المرأة نجاة بلقاسم

نجاة بلقاسم (إلى اليسار) مع سيغولين روايال أثناء حملة عام 2007 (أ.ف.ب)
TT

هل كانت نجاة بلقاسم، وزيرة حقوق المرأة في فرنسا، ستصل إلى منصبها لو لم تكن مغربية الأصل؟

السؤال الذي سبق للكثيرين طرحه في الدوائر المغلقة خرج إلى العلن بعد «الهفوة» التي ارتكبتها سيغولين روايال، المرشحة الاشتراكية السابقة للرئاسة، بسبب عبارات نقلت عنها في العدد الأخير من مجلة «لوبوان» الأسبوعية. وسارعت روايال، أمس، إلى تكذيب ما نقل عنها، كما هبّت بلقاسم للدفاع عنها عبر تغريدة في «تويتر».

المجلة نشرت صورة قلمية عن بلقاسم، جمعت تفاصيلها من استجواب الذين يعرفونها جيدا، وأبرزهم روايال التي اكتشفت مواهب الشابة المهاجرة والمتفوّقة وعينتها ناطقة باسم حملتها الانتخابية قبل 5 سنوات. وفي التقرير تساءلت سيغولين: «هل كانت نجاة ستصل إلى ما وصلت إليه لو كان اسمها كلودين دوبون؟». وأضافت أنها كانت تبحث عن العمال والمستبعَدين والشباب المتحدر من أُصول متنوعة لتحيط نفسها بهم، قائلة إن «على نجاة بلقاسم أن تقبل حقيقة أنها وصلت بفضل أصلها المختلف وأن تضطلع بهويتها وتكون فخورة بها».

هذه العبارات أثارت ضجة حال نشرها. وكان بين المعترضين أسماء قنيفي، رئيسة جمعية «لا غانيات ولا خاضعات» المهتمة بشؤون المهاجرات. ولقد رأت أن كلام روايال في غير محله وينطوي على استخفاف وتمييز. أما الهجوم الأعنف فجاء من نائب رئيسة حزب الجبهة الوطنية، فلوريان فيليبو الذي ندد في تغريدة على «تويتر» بالحزب الاشتراكي الذي «يعشق» الهجرة الكثيفة ويكره تماهي المهاجرين في المجتمع الفرنسي و«يريد للمهاجر أن يبقى مهاجرا دائما» وتفتح له الأبواب بحجة «التمييز الإيجابي».

إزاء هذه الضجة، أصدرت روايال بيانا قالت فيه إنها «لا ترى نفسها في العبارات المبتسرة» التي نقلتها المجلة عنها. وأضافت أنهم قوّلوها عكس ما كانت تصرح به وتدعو إليه باستمرار. وجددت سيغولين ثقتها وتقديرها للوزيرة بلقاسم «التي تستحق تماما» المسؤولية التي أُنيطت بها.

يذكر أن الأحزاب الفرنسية كافة، وبضمنها حزب الجبهة الوطنية المتطرف والعنصري، اتجهت في السنوات الأخيرة إلى مغازلة الناخبين من أُصول عربية وأفريقية بإسناد مواقع متقدمة لمرشحين يتحدّرون من الهجرة، على قوائمها الانتخابية. وكانت البادرة الأقوى قد جاءت من اليمين حين أُسندت حقيبة العدل إلى رشيدة داتي في أول وزارة في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي.