يعول حزب الخضر الألماني، وحليفه الحزب الديمقراطي الاجتماعي (الاشتراكي) كثيرا على الناشط نيكولاوس هونينغ للفوز بمنصب عمدة العاصمة البافارية ميونيخ، إلا أن «فضيحة أرانب» صغيرة على موقع «فيس بوك» الإلكتروني أفقدت هونينغ - كما يقال - ماء الوجه.
موقع التواصل الاجتماعي الشهير الذي يستخدمه الساسة الألمان كثيرا «لتلميع» صورتهم السياسية، ساهم أيضا في سقوط هونينغ (40 سنة) في فخ الأرانب؛ إذ كان تعليقه على خبر في «فيس بوك» حول الأرانب.. القشة التي قصمت ظهر البعير «الأخضر».
فلقد قرأ السياسي المعروف خبرا على الموقع يقول إن رجلين من المدمنين على المخدرات تسللا ليلا إلى روضة أطفال، وسرقا الأرنبين «لوزيليته» و«هوبل» من قفص في الحديقة، ومن ثم أقدما على ذبح الأرنبين وشيهما، ومن ثم التهماهما في الحديقة. ويبدو أن الرجلين خططا للأمر بدقة، لأنهما جلبا أصابع البطاطس والفلفل الأخضر والخبز معهما.
هونينغ، بعد قراءة الخبر، ضغط على مربع «يعجبني»، وعلق على الخبر في صفحته الإلكترونية بالقول «عملية رائعة».
حزب الخضر في بافاريا وجه رسالة على الأثر إلى هونينغ يسأله فيها عما إذا كان هذا هو موقفه فعلا، ويطالب بموقف مكتوب منه. كذلك طالب «منبر حماية الحيوانات»، داخل حزب الخضر، من «الرفيق» أن لا يرشح نفسه لمنصب العمدة. وجاء في الرسالة أن هونينغ «شطح بعيدا عن المسار البيئي» في الحزب.
من جانبه، اعترف هونينغ، بعد فوات الأوان الآن، بأن تعبيره ما كان موفقا، لأنه يرفض بشدة قتل الحيوانات البريئة، خصوصا إذا كانت قد ربيت في روضة للأطفال. لكنه مع هذا فشل في مؤتمر حزب الخضر في ميونيخ، حيث جرى التصويت على تسمية مرشح الحزب لمنصب العمدة، في نيل أكثر من 8.2 في المائة من أصوات الناخبين، وهكذا فشل داخل حزبه قبل أن يفشل في الانتخابات العامة بسبب الـ«رابيت - غيت».
بقي أن نشير إلى أن فرع حزب الخضر في مدينة غوترسلوه، في ولاية الراين الشمالي -ويستفاليا، أهدى إلى روضة الأطفال زوجين من الأرانب الصغيرة، في محاولة، على ما يبدو، لإصلاح ما أفسده هونينغ.