مباريات كرة القدم تسهم في تفاقم ظاهرة «أطفال الشوارع» بالمغرب

«سماسرة» يتربصون بهم لاستغلالهم في شبكات للرذيلة

TT

أفادت بسيمة الحقاوي، وزيرة الأسرة والتضامن والتنمية الاجتماعية في المغرب، بأن مباريات كرة القدم تسهم في تفاقم ظاهرة أطفال الشوارع. وأوضحت أن «سماسرة» يتربصون بهم لاستغلالهم في شبكات للرذيلة.

وأشارت الحقاوي إلى أن وحدة إسعاف متنقل تابعة للوزارة تأكدت من هذه الحقيقة في الدار البيضاء، كبرى المدن المغربية، حيث رصدت بعد كل مباراة في لعبة كرة القدم تجرى في المدينة، تعرض ما بين 5 و8 أطفال للضياع، أما إذا كانت المباراة بين فريقي ناديي الوداد والرجاء، قطبي الكرة في المدينة وفي المغرب عموما، فإن المتوسط يرتفع إلى 25 طفلا يكونون عرضة للتشرد. وأضافت الحقاوي التي كانت تتكلم أمام مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان المغربي) ردا على سؤال حول تفاقم ظاهرة «أطفال الشوارع»، أن ثمة «سماسرة» يقفون عقب كل مباراة لترصد الأطفال التائهين الآتين من أحياء تقع في أطراف المدينة، الذين عجزوا عن العودة إلى بيوتهم، وذلك للإيقاع بهم واستغلالهم وتشغيلهم في شبكات الرذيلة والجريمة المنظمة.

من جهة أخرى، وبعدما حذرت الحقاوي في كلامها من أن هذه الظاهرة تتفاقم، أشارت إلى أن وحدة الإسعاف المتنقل، من شأنها مساعدة الأطفال على العودة إلى بيوتهم، بدلا من السقوط في قبضة «السماسرة».

وتابعت «إن أطفال الشوارع ظاهرة مستفحلة، بيد أنه ليست هناك إحصاءات رسمية بشأن عددهم، والأرقام المتوفرة متضاربة وغير دقيقة». وقالت إن بحثا ميدانيا أنجزته الوزارة في السابق كشف عن أنه في مدينة الدار البيضاء وحدها هناك 294 طفلا في الشوارع، 11 في المائة منهم فتيات و89 في المائة ذكور. وتتراوح أعمار 80 في المائة منهم ما بين 15 و17 سنة، 94 في المائة منهم انقطعوا عن الدراسة مبكرا. وأوضحت أن السبب الرئيسي لهذه الظاهرة هو الانقطاع عن الدراسة ومعاناة أسرهم من التفكك والفقر المدقع.

وبشان الإجراءات التي اتخذت للحد من الظاهرة، قالت الوزيرة الحقاوي إن الوزارة أنشأت 5 وحدات لحماية الأطفال، ومصلحتين للإسعاف الاجتماعي المتنقل، وهي تجربة موجودة في مدينتين فقط هما الدار البيضاء ومكناس، لكنها تأمل بتعميمها على مدن أخرى، مشيرة إلى أن الوزارة وضعت برنامج «مدن من دون أطفال شوارع»، بالإضافة إلى إنشاء «صندوق التكافل الاجتماعي» الحكومي بهدف مساعدة الأسر الفقيرة على تعليم أبنائها وانتظامهم في الدراسة.