زجاج نوافذ «علاجي» من ألمانيا يسمح بمرور طيف النور الأزرق

للتغلب على كآبة الجو الرمادي إبان فصل الشتاء

TT

معروف منذ زمن طويل أن اللون الأزرق يبعث السرور في قلب الإنسان، ربما لأنه لون السماء ولون البحر، والمكون المهم في طيف الضوء الشمسي. والأهم أن ندرة الأيام المشمسة في بعض بلدان أوروبا، وخصوصا ألمانيا، تبعث على الاكتئاب، وتسبب الصداع وتبث الكسل في مفاصل الإنسان.

ولأن النور يؤثر في الساعة البيولوجية للإنسان وفي وضعه النفسي، فقد أنتج العلماء الألمان زجاجا «علاجيا» يمكن أن يعين الألمان على الخلاص من كآبة الجو الرمادي الكئيب، وخصوصا في فصل الشتاء. والحل أنهم أنتجوا شريحة من الزجاج الرقيق والمرن، يمكن كسو الزجاج الاعتيادي بها، لمنحه القدرة على تمرير طيف اللون الأزرق إلى الغرف المعتمة.

علماء معهد «فراونهوفر» الألماني الشهير أطلقوا على الشريحة الزجاجية المذكورة اسم «الزجاج الصحي» من نوع «يونيغلاس فيتال». ويفترض أن يستخدم هذا الزجاج في البيوت، وفي المستشفيات أيضا، لمعالجة حالات الصداع النصفي واضطراب النوم والاكتئاب وضعف التركيز الناجمة عن قلة الضوء. وحسب مصادر المعهد فإن سماكة الشريحة «الصحية» لا يزيد على 1.0 ملم، ومن ثم فإن الإنسان لن يشعر بوجودها ملصقة على الزجاج لأنها شفافة. ولقد وصف المعهد تأثير الزجاج على الإنسان بأنه يخلق شعورا لدى الساكن في الغرف على أن الشباك مفتوح.

بقي القول إن التجارب التي أجريت على الزجاج حتى الآن أثبتت أنه يمرر الضوء بنسبة 79 في المائة، لكنه يمرر الطيف الأزرق بشكل شبه كامل. وتبدو هذه النسبة ضئيلة نسبيا، لأن العلماء جربوا لصق الشريحة «الصحية» الشفافة على السطح الداخلي لزجاج النوافذ فقط. والتجارب المقبلة ستجرى على الإنسان بعد لصق الشريحة على جانبي زجاج النافذة، وبما يضمن مرور 95 في المائة من ضوء النهار الساقط عليه.