فرسان من القوزاق ينطلقون من موسكو إلى باريس لإحياء ذكرى اندحار حملة نابليون على روسيا

رحلة سلام على خطى أجدادهم الذين لاحقوا الغازي بعد انسحابه

لوحة تمثل نابليون المحبط بعد اضطراره إلى اتخاذ قرار الانسحاب بعد معركة موسكو
TT

انطلق 23 فارسا من الروس القوزاق من موسكو، أمس، في قافلة متجهة إلى باريس على ظهور الخيل، بهدف السير على خطى أجدادهم الذين لاحقوا الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت بعد حملته الخاسرة على روسيا، أوائل القرن التاسع عشر. والقوزاق هم قوم أشداء من السلافيين الشرقيين، وتتخذ غالبيتهم من سهوب أوروبا الشرقية وكازاخستان وسيبيريا موطنا لها.

الرحلة تأتي في إطار الاحتفالات الجارية في روسيا، طيلة العام الحالي، بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لفشل حملة الإمبراطور الفرنسي على روسيا واندحاره في معركة بورودينو التي تسمى، أيضا، معركة موسكو، ووقعت في 7 سبتمبر (أيلول) عام 1812. ومن المؤمل أن يقطع الفرسان الروس مسافة 2500 كيلومتر، يعبرون خلالها أراضي بلادهم ثم يمرون ببيلاروسيا وبولونيا وليتوانيا وألمانيا، قبل دخولهم الأراضي الفرنسية من حدودها الشرقية.

نابليون الأول، كان قد سار بجيشه لغزو روسيا القيصرية ودخل موسكو، أواخر الصيف، دون أن يفلح في إجبار القيصر ألكسندر الأول على التسليم. وفي خريف العام نفسه اضطر الإمبراطور الغازي إلى انسحاب ذي عواقب وخيمة، تعرض فيه جيشه لتحرشات الفرق الروسية وبالأخص المعركة التي خاضها ضد القوزاق المعروفين بحبهم للحرية والمغامرة. ومع حلول موسم الصقيع مني جيش نابليون بهزيمة نكراء وهو يحاول عبور نهر بيريزينا، في بيلاروسيا، وخسر 100 ألف من مقاتليه.

انطلق الفرسان القوزاق من جبل بوكلونائيا، أعلى الهضاب المطلة على موسكو وحيث تقع «حديقة النصر»، على أمل الوصول، بعد شهرين، إلى مدينة فونتنبلو الفرنسية، قرب باريس، مقر القصر الملكي الذي اعتزل فيه نابليون الحكم، عام 1814. وأعلن المشاركون في المغامرة أنهم لا يقومون بهذه الرحلة لتحريك النوازع الثأرية التاريخية، بل من أجل السلام ولتكريم أرواح كل الذين سقطوا في تلك الحرب التي استمرت عامين. وينوي الخيالة الروس وضع باقات من الأزهار على قبور أجدادهم الشهداء، وأيضا على قبور الجنود البولونيين والفرنسيين الذين قضوا في تلك المعارك.