علماء بريطانيون يعودون لمتابعة رحلة 14 من طيور الوقواق

خلال هجرتها إلى أفريقيا.. ومنها

صورة للطائر «كريس» من موقع «الجمعية البريطانية لعلم الطيور» («الشرق الأوسط»)
TT

أعاد علماء بريطانيون تجربة كانوا قد أجروها صيف العام الماضي لمتابعة رحلة طيور الوقواق (الكوكو) التي تعد أسرع الطيور المهاجرة، وذلك بإطلاق 14 طائرا نحو أفريقيا، ولقد وصل بعضها بالفعل الآن إلى دول أفريقية جنوب الصحراء. وكان العلماء أطلقوا خمسة من هذه الطيور صيف العام الماضي، واستطاع طائران منهما العودة بعد رحلة أشهر ما بين القارتين الأوروبية والأفريقية في مايو (أيار) الماضي إلى نقطة إطلاقهم في مقاطعة نورفولك بجنوب شرقي إنجلترا.

العلماء قالوا على موقع «الجمعية البريطانية لعلم الطيور» (بي تي أو) إنهم أطلقوا هذه المرة أربعة طيور من إنجلترا وخمسة من اسكوتلندا وخمسة من ويلز، واستعملوا التقنية نفسها التي استعملت في المرة السابقة، وهي تثبيت قطعة معدنية في جسم كل طائرة ترسل إشارات منتظمة إلى قمر صناعي، وتشحن القطعة عبر أشعة الشمس.

وبين الطيور التي أطلقت هذه المرة طائر أطلق عليه العلماء اسم «كريس» كان قد شارك في الرحلة الأولى وعاد إلى نورفولك ويشارك حاليا في هذه الرحلة. ولقد وصل الآن إلى منطقة قرب بحيرة تشاد، في حين بقي ثلاثة طيور من مجموعة إنجلترا، ما بين فرنسا وإسبانيا. وهو أمر أثار دهشة العلماء الذين بهرتهم قدرة «كريس» في الطيران، وذكروا أنهم تلقوا آخر إشارة منه يوم الأربعاء الماضي.

هذا، وكان طائر من مجموعة اسكوتلندا، أطلق عليه العلماء اسم «بي بي»، اختار طريقا بعيدا في هجرته نحو القارة الأفريقية، فقطع المتوسط نحو مصر، ثم انتقل بعد ذلك جنوب غربي دارفور، وهو يتحرك الآن باتجاه بحيرة تشاد، في الموقع الذي يوجد فيه «كريس»، بينما يوجد طائر آخر من مجموعة ويلز أطلق عليه العلماء اسم «ديفيد» قرب الحدود بين السودان وتشاد.

ما يذكر أن طيور الوقواق تمضي قرابة سنة كاملة في هجرتها جنوبا ثم العودة شمالا إلى الجزر البريطانية، وسيعكف العلماء على إعداد دراسة حول الطيور المهاجرة لأفريقيا لمعرفة ما تواجهه في رحلتها من عقبات، والأسباب التي تجعلها لا تعود في السنة التالية إلى أوروبا، وكذا الأسباب التي أدت إلى انخفاضها بنسبة 50 في المائة خلال السنوات الـ25 الماضية.