بعد الانتشار الواضح لظاهرة الفقراء الذين يبحثون في حاويات النفايات عن بقايا الطعام في إسبانيا. وفي محاولة لإخفاء هذه الظاهرة، قررت بلدية مدينة جيرونا، في إقليم قطالونية (كتالونيا) بشمال شرقي البلاد، أخيرا، إغلاق حاويات النفايات بأقفال كي لا يحاول الفقراء فتحها واستخراج الطعام منها، خاصة تلك الموجودة قرب المطاعم أو المحلات.
البلدية عللت قرارها إقفال الحاويات بحرصها على صحة المتسولين والمحرومين الذين يتناولون طعامهم من هذه الحاويات وهو طعام قد يكون فاسدا، وبالتالي، يضر بصحتهم ولا يليق بهم. وجاء في تصريح لإدواردو بيرلوسو، مسؤول الخدمات الاجتماعية في البلدية، قوله «إن هذا الإجراء يأتي لأن طعام الإنسان لا بد أن يكون لائقا ومعتبرا، وينسجم مع الشروط الصحية». وأضاف أن الفقراء يستطيعون منذ الآن تقديم طلب مساعدة من البلدية، وستعكف البلدة على دراسة الطلب لتقرر من هم أولئك الذين يستحقون المساعدة، وبذا يصار إلى تسليم كل واحد منهم كيس طعام يوميا. وأضاف بيرلوسو في تعليقه «إن أسماء هؤلاء الأشخاص ستبقى سرية»، وستتفق البلدية مع بعض المحلات التجارية كي تتولى تزويدها بالمواد الغذائية من أجل توزيعها بشكل منظم على المحتاجين.
من جهة ثانية، ذكر صاحب أحد المطاعم في المنطقة «أنه ارتفع عدد الذين يبحثون عن طعام في القمامة بشكل كبير مؤخرا» وأردف: «كان من عادة الفقراء في السابق أن يمروا علينا لكي نعطيهم ما لا نحتاج إليه من المواد الغذائية في أي ساعة من ساعات النهار، ولكن عدد هؤلاء المحتاجين آخذ بالازدياد لدرجة أنهم أخذوا يتقاطرون علينا باستمرار، وسمعت أنهم أخذوا يتخاصمون في ما بينهم من أجل الاستحواذ على بقايا الطعام قبل غيرهم».